البث المباشر

إن الله خلقني وخلق علياً وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم

السبت 28 سبتمبر 2019 - 13:16 بتوقيت طهران

اذاعة طهران - فاطمه في القرآن والسنة: الحلقة 3

 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ للهِ ربِّ الأرضِ والسماء، على ما كان ويكون منه من النِّعَمِ والآء، وأزكى صلواته وتحياته على أكرم الرُسلِ والأنبياء، المصطفى وعلى آلِه الأمناء. إخوتنا الأكارم.. السَّلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته، حياكم الله، وأهلاً بكم مرّةً أخرى في الرحاب القرآنية – النبوية، ونحن نستلذّ بالمعاني الشريفة التي فاحت عبقاتها من بيت الوحي والرسالة. أيها الإخوةُ الأعزّة... إذا كان لله جلَّ وعلا مشيئاتٍ خاصّة، فإنّ من أخصّها ما كان خلقه لأهل البيت محمّدٍ وعليٍّ وفاطمةَ والحسنِ والحسين ـ صلواتُ الله وسلامُه عليهُم أجمعين ـ حيث اقتضت حكمتُه، وشاءت إرادتُه، وتوجّهت رحمتُه.. أن يكون في هذا الوجود مثالٌ نورانيّ، تهفو إليه القلوبُ والأرواح، وتقتدي به العقولُ والضمائر، وتعيش معه النفوس في حالاتٍ من الشوق والمودّة والولاء.. ذلكم هو النورُ المحمّديُّ الأقدس، صاحبُ الشرفِ الأتمِ الأكمل، وقد انتشر ذلك النورُ في هيئةِ شخوصٍ كريمةٍ على الله تبارك وتعالي، فكان عليٌّ وفاطمة، وكان الحسنُ والحسين، والتسعةُ الأئمّةُ من أبناء الحسين ـ سلامُ ربّنا عليهم أجمعين. تعالَوا- أيها الإخوة- نسمع بيانَ ذلك عن صاحب ذلك النورِ المشتقِّ من نور اللهِ جلّ جلالُه. في كتابه ( مصباحُ الأنوار) روى الشيخ الطوسيّ بإسناده عن أنس بنِ مالك أنّ النبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال: "إنّ اللهَ خلقني وخلق علياً وفاطمةُ والحسنَ والحسينَ قبلَ أن يخلُقَ آدمَ عليه السَّلام، حينَ لا سماءَ مبنية، ولا أرضٌ مدحية، ولا ظُلمةٌ ولا نور، ولا شمسٌ ولا قمر، ولا جنّةٌ ولا نار". وهنا سأله عمّهُ العبّاسُ بن عبد المطلّب فكيف كان بدءُ خلقِكم يا رسولَ الله؟ فأجابَه النبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ قائلاً له: "يا عمّ، لمّا أراد اللهُ أن يخلقنا تكلّمَ بكلمةٍ خَلَق منها نوراً، ثمّ تكلّم بكلمةٍ أُخرى فخلقَ منها روحاً، ثمّ مزجَ النورَ بالروح، فخلقني وخَلقَ علياً وفاطمةَ والحسنَ والحسين، فكنّا نُسبّحهُ حينَ لا تسبيح، ونُقدّسُه حينَ لا تقديس. فلمّا أراد اللهُ تعالى أن ينشيءَ خَلقَه فتقَ نوري فخلق منه العرش، فالعرشُ من نوري ونوري من الله، ونوري أفضلُ من العرش. ثمّ فتقَ نورَ أخي عليٍّ فخلقَ منه الملائكة، فالملائكةُ من نورِ عليٍّ من نورِ الله، وعليٌّ أفضلُ من الملائكة. ثمّ فتق نورَ ابنتي، فخلقَ منه السماواتِ والأرض، فالسماواتُ والأرضُ من نورِ ابنتي فاطمة، ونورُ ابنتي فاطمةُ من نور ِالله، وابنتي فاطمةُ أفضلُ من السماوات والأرض. ثمّ فتقَ نورَ ولديَ الحسنِ فخلقَ منه الشمسَ والقمر، فالشمسُ والقمرُ من نورِ الله، والحسنُ أفضلُ من الشمس والقمر. ثمّ فتقَ ولديَ الحسين فخَلَق منه الجنّةَ والحورَ العين، ، فالجنّةُ والحُورُ العينُ من نورِ ولديَ الحسين، ونورُ ولديَ الحسينِ من نورِ الله، وولديَ الحسينُ أفضلُ من الجنّة والحورِ العين". إخوتنا الأعزّة الأفاضل...والآن ماذا نفهم من هذه الرواية الشريفة ولها نظائرُ وأمثالٌ في كتب المسلمين؟ وماذا سيكون – يا تُرى - من حصيلةٍ فكريةٍ وعقائدية لو كنّا – ونحن كذلك إن شاء اللهُ تعالى – من المصدّقين بهذا الخبر وقد رواه الثّقات وأهلُ العلمِ والفضيلةِ والتحقيق والمعرفة؟ لعلّنا لم نُبالغ أبداً - أيها الإخوةُ - إذا قُلنا أنّ أهلَ البيت النبويّ هُم أسمى الخَلق وأشرفُه وأفضلُه، وقد شاء الله جلّت عظمتُه أن يكون ذلك فكان، بل لا بدّ أن يكون، ولا مناصَ عن ذلك إلاّ أن يكون. وإذا كان آدمُ أبوالبشر سلامُ الله عليه خَلقاً كريماً سامقاً دعا الله سبحانه ملائكتهَ إلى السجودِ له، إذ في صُلبِه ونَسلِه محمّدٌ وآل محمّد ـ صلواتُ الله عليهم ـ فإنّ النبيّ وأهل بيته الكرام ـ عليهم أفضلُ الصلاةِ والسَّلام ـ همُ الأعلون الأكرمون، وقد أصبحوا حجّةً على إبليس حيث امتنع من السجود لأبينا آدمَ ـ عليه السَّلام ـ روى الصحابيُّ المعروف أبوسعيد الخُدريُّ، قائلاً: كنّا جلوساً عند رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ إذ أقبل إليه رجلٌ، فقال: يا رسولَ الله، أخبرني عن قول الله عزَّ وجلَّ لإبليس: "أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ"، من هُم يا رسولَ الله هؤلاءِ الذينَ لم يؤمَروا بمثل هذا إذ هم العالون؟ فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وآله: "أنا وعليٌّ وفاطمة والحسنُ والحسين... لمّا خلق اللهُ عزَّ وجلَّ آدمَ أمرَ الملائكةَ أن يسجدوا، ولم يؤمروا بالسجودِ إلاّ لأجلينا. فسجدتِ الملائكةُ كلُّهم أجمعون، إلاّ إبليسَ أبى أن يسجد، فقال اللهُ تبارك وتعالى له: " قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ؟!" أي من هؤلاءِ الخمسةِ المكتوبةِ أسماؤُهم في سرادقِ العرش".

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة