كتاب يقول شيئًا آخر عـن شريعتي، غير ما بدا في سطور كتاباته السياسيّة -الاجتماعيّة الّتي عُرِف بها في ساحات المعترك الفكريّ، بين طالبي المعرفة والثقافة. يفيض كتابُ "الصحراء" بمصطلحاتٍ تـنمّ عن سعة اطّلاع شريعتي على سائر الاعتقادات والمذاهب الفكريَّة بين الشَّرق والغرب، وأطوارها ودلالاتها الوجوديَّة.
يقول محقّقه الدكتور بزي: "شريعتي في هذا الكتاب قد لاحق الغايات العظمى للدّين، والمقاصد العليا للشريعة، ولكن بمنهج خاصّ، ولم أكن أتوقّعه لحينه.
والآن، عندي من الحدس الفكري ما يكفي لأقول: إنَّ هذا الكتاب هبوط في الصّحراء، بما فيه من فلسفة وعرفان وتاريخ وعلم نفس واجتماع وأديان ومذاهب وملل ونِحل وأساطير وحكايا وحكمة وأمثلة وشعر ورواية، وحتى القصّة القصيرة؛ سيؤسِّس لمدرسة جديدة في فهم الفكر الديني؛ سيّما عند الناطقين بالضادّ...".
والكتاب هو الجزء الـ 31 من آثار شريعتي المعرّبة التي تصدرها دار الأمير تباعاً منذ العام 1992. وتمتاز هذه الطبعة بمطابقتها للنصّ الفارسي الكامل لآثار شريعتي الصحراوية، والمنشور في كتاب " هبوط در گوير".
ويقع الكتاب في 864 صفحة من القطع الكبير (تجليد فني فاخر) مع سبعة فهارس علمية، وملحق خاص بوصية شريعتي الكاملة التي تنشر للمرّة الأولى باللغة العربية، إضافةً إلى نماذج مصوَّرة بخطّ شريعتي نفسه.
قام بتعريب الكتاب الدكتور ياسر الفقيه والأستاذة مريم ميرزاده، وحقّقه وراجعه الدكتور محمد حسين بزّي.
ومن جهة ثانية، أفادت دار الأمير أنّها بصدد إصدار كتابين جديدين للدّكتور شريعتي، هما: «نحن وإقبال»، و«مع أعزّائنا المخاطبين».