في كتاب (كامل الزيارات) للمحدّث الثقة ابن قولويه... عن خالد الرِّبعيّ، قال: حدّثني من سمع كعباً يقول: اول من لعن قاتل الحسين بن علي عليهما السلام: ابراهيم خليل الرحمن، وامر ولده بذلك، واخذ عليهم العهد والميثاق. ثم لعنه داوود... وامر بني اسرائيل بذلك.
ثم لعنه عيسي واكثر ان قال: يا بني اسرائيل، العنوا قاتله، وان ادركتم ايّامه فلا تجلسوا عنه؛ فانّ الشهيد معه كالشهيد مع الانبياء... مقبل غير مدبر. وكانّي انظر الي بقعته؛ وما من نبيٍّ الّا وقد زار كربلاء ووقف عليها، وقال: انّك لبقعة كثيرةُ الخير فيك يدفن القمر الازهر.
ينساب الحزن في كلماتها... ويترقرق في انفاسها الثُّكل والتفجّع لمصائب الشهيد المظلوم في كربلاء. قصيدة عذبة زاخرة بالشجن... هذه التي قالها الشيخ عبد الحسين الاعسم:
قد اوهنت جلدي الديار الخالية
من اهلها... ما للديار وما ليه
ومتي سالت الدار عن اربابها
يعد الصدي منها سوالي ثانيه
كانت غياثاً للمنوب... فاصبحت
لجميع انواع النوائب حاويه
ومعالمٍ اضحت مآتم... لا تري
فيها سوي ناعٍ يجاوب ناعيه
ورد الحسين الي العراق، وظنّهم
تركوا النفاق...اذ العراق كما هيه
ولقد دعوه للعنا... فاجابهم
ودعاهم لهديً... فردوّا داعيه
قست القلوب، فلم تمل لهدايةٍ
تبّاً لهاتيك القلوب القاسيه!
ما ذاق سعم فراتها... حتّي قضي
عطشاً، فغل بالدماء القانيه
يا ابن النّبي المصطفي ووصّيه
واخا الزّكي، ابن البتول الزاكيه
تبكيك عيني لا لاجل مثوبةٍ
لكنّما عيني لاجلك باكيه
تبتلُّ منكم كربلا بدم... ولا
تبتلُّ منّي بالدموع الجاريه؟!
انست رزيّتكم رزايانا التي
سلفت، وهوّنت الرزايا الآتيه
وفجائع الامام تبقي مدّةً
وتزول... وهي الي القيامة باقيه
لهفي لركبٍ صرِّعوا في كربلا
كانت بها آجالهم متدانيه
ولقد يعزُّ علي رسول الله ان
تسبي نساه الي يزيد الطاغيه
ويري حسيناً - وهو قرّةُ عينه
ورجاله... لم تبق منهم باقيه
وجسومهم تحت السَّنابك بالعرا
ورؤوسهم فوق الرماح العاليه
ويري ديار اميّةٍ معمورةٍ
وديار اهل البيت منهم خاليه!
ويزيد يقرع ثغره بقضيبه
مترنّماً... منه الشماتةُ باديه
ابني اميّة... هل دريت بقبح ما
دبّرت... ام تدرين غير مباليه
اين المفرُّ، ولا مفرُّ لكم غداً
فالخسمُ احمد، والمصير الهاويه
واذا اتت بنت النبيّ لربّها
تشكو، ولا تخفي عليه خافيه
ربِّ، انتقم ممّن ابادوا عترتي
وسبوا علي عجفِ النّياق بناتيه
والله يغضب للبتول بدون ان
تشكوا... فكيف اذا اتته شاكيه؟!
فهنالك الجبّار يامر هبهباً
ان لا تبقّي من عداها باقيه