السلام عليكم إخوة الإيمان...
طابت أوقاتكم بكل ما يحبه الله لكم ويرضاه أهلاً بكم في سادسة حلقات هذا البرنامج نخصصها للحديث عن القرآن الكريم والتزكية وشفاء القلوب.
وهذا هو الهدف الخامس من أهداف إنزال كتاب الله وتيسيره للناس ؛ فما هو المراد من هذا الهدف وكيف نحققه عند تلاوتنا لآيات الذكر الحكيم... نبدأ الإجابة ولكن بعد قليل:
نستهدي أولاً بالقرآن الكريم نفسه لمعرفة الإجابة عن السؤال المتقدم فمن آياته المبينة لهدف المشار إليه،
قوله الله عزوجل: " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً " الاسراء ۸۲
وقال عزّ من قائل عن كتابه المجيد: " ...هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ... " فصلت ٤٤
وقال تبارك وتعالي: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ ..." يونس ٥۷
وقال أيضاً في وصف نبيه الأكرم – صلى الله عليه وآله –: " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ " جمعه ۲
مستمعينا الأعزاء... ولتسليط الأضواء على دلالات هذه الآيات الكريمة نستعين بما تقوله السنة المطهرة عن هدف شفاء الصدور والقلوب والتزكية كأحد أهداف إنزال القرآن الكريم..
فمن أحاديث سيد الرسل في هذا الشأن قوله– صلى الله عليه وآله –:" القرآن وهو النور المبين..والشفاء الأشفي" .
وقوله صلى الله عليه وآله في وصاياه للمسلمين: " عليكم بالقرآن فإنه الشفاء النافع والدواء المبارك... من إستشفى به شفاه الله ".
وقال – صلى الله عليه وآله -:" عليك بقراءة القرآن فإن قراءته كفارة للذنوب ".
وقال الوصي المرتضى – عليه السلام – في وصف كتاب الله: " جعله الله رياً لعطش العلماء... ودواء ليس بعده داء ".
وقال – عليه السلام –: " فأستشفوه من أدوائكم... فإنّ فيه شفاء من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغي والضلال".
وقال أيضاً: " ثم أنزل الكتاب نوراً لا تطفأ مصابيحه...وشفاء لا تخشى أسقامه... إستشفوا بنوره فإنه شفاء الصدور".
وقال الإمام زين العابدين – عليه السلام – في دعائه عند ختم القران: " وأدم بالقرآن صلاح ظاهرنا وأحجب به خطرات الوساوس عن صحة ضمائرنا، وإغسل به درن قلوبنا وعلائق أوزارنا وجنبنا به الضرائب المذمومة ومداني الأخلاق وإعصمنا به من هوة الكفر ودواعي النفاق".
وعن مولانا الباقر – عليه السلام –قال: " قرّاء القرآن ثلاثة الى أن قال: ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه... ".
مستمعينا الأفاضل، وبعد نوّرنا قلوبنا بهذه النصوص الشريفة قرآنا وسنة نلخص دلالاتها فيما يرتبط بموضوع حديثنا. فهي صريحة في بيان حقيقة أن من رحمة الله عزوجل بعباده إنزاله القرآن الكريم لكي يكون وسيلة لتزكية النفوس وتطهير القلوب من مختلف أشكال الأمراض.
وتخصص النصوص الشريفة المتقدمة الأمراض القلبية الروحية بالذكر لأهميتها وشدة تأثيرها على سعادة الإنسان في الدارين، ولذلك تؤكد على لزوم الإستشفاء بالقرآن من الأمراض التي تهدد مستقبل الإنسان وتوقعه في سوء العاقبة والشقاء الأبدي مثل الكفر والنفاق ومساوئ الأخلاق ونظائر ذلك.
ونجد في أحاديث أخرى تصريحات أخرى بأن في القرآن الكريم شفاء من الأمراض البدنية والنفسية أيضاً وذكرت الأحاديث الشريفة كثيراً من الآيات الكريمة التي يستشفى بها لهذه الأمراض.
أيهاالأخوة والأخوات، إن الوصفات العلاجية القرآنية لأمراض الانسان الروحية والنفسية والبدنية صادرة من خالق الإنسان وهو جل جلاله الأعرف بخلقه وبما يصلحهم ولذلك فإن في الدواء الذي يشتمل عليه كتابه العزيز الشفاء الكامل والتام من جميع أمراضهم، ويتميز الدواء القرآني أنه لا يشتمل على الأعراض والأضرار الجانبية التي تشتمل عليها الأدوية الأخري.
من هنا فإن على الإنسان أن يرجع الى القرآن الكريم بأستمرار ويستعين بمعونة وهداية أهل بيت النبوة – عليه السلام – وهم العارفون بحقائق كتاب الله، لكي يحصل على الأدوية الالهية الشافية من جميع الأمراض الروحية والأخلاقية لكي يتطهر منها بجميع مراتبها ويرقى بذلك في معارج الكمال ويفوز بسعادة وسلامه دنياه وآخراه...
رزقنا الله وإياكم ذلك إخوتنا مستمعي إذاعة طهران وشكراً لكم على جميل المتابعة لهذه الحلقة من برنامج من بركات القرآن تقبل الله أعمالكم والسلام عليكم.