السلام عليكم إخوتنا المستمعين، (هو قلب زينب)، هذا هو ايها الاخوة عنوان قصيدة من أدب الملحمة الحسينية وصلت للبرنامج، وهي من إنشاء الأديب الولائي الإستاذ حميد عبدالحسين الحائري...
يقول الأديب الحائري:
سجد البلاء لزينب مستسلما
ولصبرها ألقى القياد وأسلما
لمّا أتى أهل الكساء برحله
وبدارها صلّى التمام ويمّما
فهناك سبّح ربّه مستعبراً
إذ بان صبرالله فيها أعظما
ولقد راى من نورها ماقد راى
قبسا فساءل ربه مستفهما
هل مثلها ربّاه يسقى علقماً
وشرابها صفو الطّهور من السما؟!
فتحت على خطب النبيّ عيونها
ورأت تجرّعه الأذى مستكتما
ورأته يقتل بالسموم ثلاثةً:
غدر اليهود، ومنهما حسد العمى
رأت ارتداد القوم بغياً بعده
وسجودهم للعجل ((لاتاً)) قدّما
ورأت هجومهم على البيت الذى
لولاه ما خلقوا، ولا الباغي رمى
ورأت مصائب أمّها وهمومها
إذ تستغيث شكايةً وتظلّما
ورأت اوار الحقد يحرق بابها
والعجل يرفس خدرها متجهّما
ورأت زنيم البغي يلطم وجهها
والصدر من كسر الضلوع تورّما
سمعت نحيب الأمّ في سحر الدجى
وقبيلة الإسلام طرّاً نوّما
ورأت ربيع شبابها كمداً ذوى
صارت خيالاً للجراح ململما
فتيتّمت من أمّها، ولقبرها
تهفو القلوب، وما يزال معتّما
ورأت أخاها محسناً في مولدٍ
سبق الردى سبط الشهادة مكظما
ورأت أبا ها يستجر لبيعةٍ
ما كان في الإسلام منها أشأما
ورأته بعد مخضّباً بدمائه
في المسجد الأقصى عماداً هدّما
ورأت أخاها المجتبى دامي الحشا
والطست فيه قروح سمّ اطعما
ورأت مصائب كربلا...واكربلا!
ما مثلها كتب القضاء وأبرما
قد عيل صبري من لزومي دارها
ربّاه فاأذن بالجلاء ترحّما
فأجابه الربّ الجليل معاتباً:
صبراً جميلاً إن أردت تعلّما
الصبر منّى، يستنير بنوره
من رام هدياً والصراط الأقوما
والصبر نورمن خزائن رحمتى
وعليه من لب المودة أنعما
ذا سرّ زينب، ما وعاه غير من
شهد الجمال بلا حجاب من عمى
فأرجع الى امتي العليمة خاشعا
تنبئك علما من لدني ملهما
رجع البلاء الى العقيلة حائراً
خجلاً يذوب ولا يطيق تكلّما
حيّته فى ودّ وقالت: ((مرحباً
البيت بيت الحمد ودّاً افعما
الصبر بالتحميد طاب مذاقه
والشكر فيه على المصائب قدّما
أهلاً حللت مباركٌ من قادم
أنعم فحملك مغنمٌ لا مغرما
فأزاح عنه قولها استيحاشه
نادى وأهوى ساجداً ومعظّما:
يا كنز صبر الله، إنك شمسه
بضياك يغدو الصابرون الأنجما
فالصابرون يروننى ضرّاً لهم
نصباً، عذاباً حلّ فيهم، خيّما
قالت: وربّى بل رأيتك نعمةً
لطفاً خفيّاً بالمصاب مسنّما
فسجدت شكراً أحمد الربّ الذي
مازال- مذ كنت- الرؤوف المنعما
صنع الجميل ، وقد رأيت جماله
وعرفته بي راحما بل أرحما
صنع الجميل فلا أرى فيه سوى
روح وريحان وطيب قدما
وبحبه أخترت المصاب لحبه
طوعا وكان الله قدما ارحما
وبفضله طاب المصاب وشربه
عسلا يصير وكان قبلا علقما
مسح الحسين على الفؤاد بكفه
فغدا يرى في كل خطب مغنما
لمّا نظرت إلى الحبيب مجدّلاً
والشمر يسعر لاهثاً كي يثلما
في حوزة التوحيد أعظم ثلمة
إذ يقطع الرأس المخضّب بالدّما
وبخنجر الأحقاد يفرى منحراً
كان النبي مقبّلاً له لاثما
وأخى يجود بنفسه مستشهداً
((أزف الوداع)) يقولها مسترحما
نادى: أخيّة أنت بنت علينا
فتصبّرى بالله صبراً أكرما
عظم البلاء، فلا يطيق بلاءه
إلّاك زينب فاستعيدي فاطما
والرأس يقطع وهو ينظر في أسىً
نحو الخيام موصّياً ومسلّما
كادت تفارق روحي الجسد الذى
كان المقدّر أن يكون هو الحمى
لعيال آل الله بعد كفيلها
أرث الامانة والذبيح الأعظما
فشبكت عشراً فوق رأسى خشيةً
من أن تفيض الروح أو أن تفصما
بينا على تلٍّ أصبّر مهجتي
نزلت علي بنصرها رسل السما
قالت: ((لك من ربّك ما اخترته
جئنا هنا أن تأمري كي نخدما
أن شئت نصراً باختيار لقائه
تلقين ربّاً راضياً متكرّما
تنجين من وجد الفراق وحزنه
فمع الحسين تعانقين الأنجما
وبه خلاصٌ من مجاورة العدى
من أسر رذلٍ كان قدماً ألأما
أو شئت سوماً للأعادى كلّهم
ونبيد عجلهم الأعقّ الأظلما))
وأنا على تلّ المصاب اجبتهم
والجفن يحبس ديمه المستكتما:
(( قد شاء ربّي رؤيتي مسبيةً
إذ شاء شئت، وكان ربّي أعلما
خرت الفراق مع الهموم وسبيهم
ولقا الأعادى خفرةً لن تهزما
والله لم أتمنّ موتاً قبل ذا
مهما بدا خطبٌ أجلّ وأجسما
وبحمده اخترت الوصال بفرقةٍ
آليت فيها أن اضام واهضما
أأخى وداعاً يا حسين، إلى اللقا
أنعم بلقياك الحبيب منعّما))
ونظرت شوقاً للذبيح بعبرةٍ
فأتيته، والقلب قبلاً يمّما
خضّبت وجهي من طهور دمائه
غسلاً، وضوءاً مسبغاً وتيمما
وقصدت قبلتي الحسين وكعبةً
صلّيت وتراً بالنياحة تمّما
فرأيت بيت الله يهوى ساجداً
ويلوذ بالجسد السليب مسلّما
كبّرت للإحرام سبعاً عند من
لاقى الإله مصلياً، بل محرما
فسمعت تكبير العوالم جهرةً
ناحت معى مؤتّمةً نوح الإما:
((الله أكبر، يا حسين لك الفدى
ذبحوك عطشاناً تلوب من الظما
الله اكبر،يا اخي المجتبى
قتلوا حبيبك يا أخاه التوأما
الله أكبر، يا حبيبةً ربّنا
هذا عزيزك رحله قد اضرما
الله أكبر، يا علي المرتضى
هذا أثيرك للبواتر سلّما
الله أكبر، يا أبانا المصطفى
هذا رضيعك بالبلايا عمّما
الله أكبر، يا ملائكة العلى
قتلوا مجيرك فاستديمى المأتما
الله أكبر، ربّنا يا غوثنا
هذا حنيفك راجعاً لك مسلما
انّا توجّهنا إليك توسّلاً
بدم الحسين، فذا لوجهك قدّما))
وتلوت فاتحة الكتاب بحمده
أعقبتها بـ ((الفجر)) سورة من سما
وجمعت آهاتي بكفّي جمرةً
ورفعت طرفي في رضىً صوب السما
وقنتّ أدعوا أن: ((تقبّل ربّنا))
قرباننا المذبوح والمتظلما
وأعن عيالك في عبادة سبيها
واغفرلشيعتنا الذنوب ترحّما
وركعت تعظيماً لمسلوب الردا
إذ صدّ عنّا بالفؤاد الأسهما
وبه الإله حمى شريعة جدّه
وعداً به من ناسهم أن يعصما
سبحان ربّي من عظيم حمده
منه به سمع الدعاء وأنعما
وهويت بالتحميد أندب عاليا
((سحقوا بثقل الخيل منه الأعظما))
سبّحت ربّي في على طفّ البلا
وعلى الوريد سجدت أحمد ضيغما
وسجدت ثانيةً اعفّر جبهتي
والدمع يسقى قلبه إذ لا فما
وشهدت أن الله جلّ جلاله
ومعبود من عرف الشهيد الأكرما
أن لا إله سواه، وهومحبّ من
عشق الحسين وكان فيه متيما
شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم