ولم يزل في يده لواه

حتّى اذا ما قطعت يداه

له اليد البيضا على دين الهدى

فداه باليدين في حرب العدى

وقدَّ نصفين بسيف الرُّومي

شلَّت يمين ذلك المشوم

ثمَّ علت على رماح جثَّته

علت بذلك العلو رتبته

منها الى حظيرة القدس ارتقى

فما اجلَّ المرتقي والمرتقى

وهو فقيد اهل بيت العصمة

بكاه كالغيث نبيُّ الرَّحمة

وكيف لا يبكيه سيِّد الورى

وقد جرى على الفقيد ما جرى

وهو فقيد المجد والفخار

عميد اهل بيته الاطهار

ومن سماع نعيه اسودَّ الفضا

بعين صنوه الوصيِّ المرتضى

وكيف لا ونور عينه خبا

يا ساعد الله الوصيَّ المجتبى

بكاه لما بان منه ساعده

بيت الهدى تهدَّمت قواعده

فجيعة قاصمة للظَّهر

فحقَّ ان يبكيه طول الدَّهر

بكته عين المجد والسِّيادة

بل كلُّ ما في الغيب والشَّهادة

يحقُّ للسَّماء ان تبكي دماً

مذرفعت جثَّته نحو السَّما

*******

المصدر: الانوار القدسية، نظم: العلامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني، ناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية.