كم يرقب النجم طرفي الساهر
أما لليل المشوق من آخر
إن جنَّ ليلي الطويل أرقني
مديد همّي وشوقي الوافر
رقَّ عذولي فراح يعذرني
والناس من عاذل ومن عاذر
تالله ما شاقني الغميم ول
محاجز السانحات في حاجر
ضوت سماء الهدى وحق له
أن تستنير بمولد الباقر
فالناس من وارد ومن صادر
قد بَشِّر المصطفى الرسول به
وخذ صحيح الحديث عن جابر
ضاءت كشهب الدجي مناقبه
لم يحصها ناظم ولا ناثر
قد غمر الناس بالنوال فما الــيمّ
وما صيّب الحيا الغامر
من أهل بيت لولا وجودهم
لم يذكر الفضل والندى ذاكر
ولاؤهم في الكتاب مفترض
ومن يحدْ عن ولائهم كافر
من كابرٍ تنتهي إلى كابر
كم معجز خصّه الإله به
قد شهد البرُّ فيه والفاجر
سل(مديناً) مذ عتت عليه فلم
يلف بها غير معرضٍ هاجر
عمَّ الفنا أهلها بدعوته
ولم يكن منهم لهم زاجر
وأوشكت يثرب تسيخ بمن
فيها ويهوي بناؤها العامر
يا سادةً طاب ذكرهم فغد
يعبق في الكون نشره العاطر
إن الذي اعتاض عن محبتكم
بغيرها فه وخائب خاسر
فليت شعري ما يصنع الشاعر
ليس لكربي في غيركم فرج
وما لكسري سواكم جابر
أن يحشر الخلق في غدٍ حاشر
سقى سحاب الرضا ضرائحكم
ولا عداها صوب الحيا الماطر
الشاعر: الشيخ محمد علي اليعقوبي.
المصدر: أروع ما قيل في محمد واهل بيته(ص)، لسيد محسن عقيل، ناشر: دار المحجة البيضاء.