البث المباشر

شرح فقرة: "وحلول النقمة..." (۷)

الأحد 3 أكتوبر 2021 - 14:40 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- ينابيع الرحمة: الحلقة 81

 

بِسْمِ اللَّهِ وله الحمد أرحم الراحمين، والصلاة والسلام على أحب خلقه اليه وانفعهم لعباده نبيه المبعوث رحمة للعالمين الحبيب المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين.


سلام من الله عليكم أيها الاطياب، طابت أوقاتكم بكل خير وأهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نتابع فيها العيش في رحاب دعاء الحجب الشريف وهو سيد الأدعية النبوية الهادية الى سبل النجاة من العوامل المنغصة لطيب الحياة في الدنيا والآخرة.

في لقاء اليوم نتناول أحد الاسباب المهمة المؤدية الى حلول النقمة وهو العامل التاسع عشر من تلك العوامل حسبما جاء في هذا الدعاء المبارك، ننور قلوبنا أولاً بأستذكار عموم تلك العوامل الاحد والعشرين فنطلب من الله صرفها عنا مقتدين بنبي الرحمة حيث يقول (صلى الله عليه وآله): (اللهم ... أسألك بعزة ذلك الاسم ان تصلي على محمد وآل محمد، وأن تصرف عني وعن أهل حزانتي وجميع الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، جميع الآفات والعاهات، والاعراض والامراض، والخطايا والذنوب، والشك والشرك، والشقاق والنفاق، والضلالة والجهل والمقت، والغضب والعسر، والضيق وفساد الضمير، وحلول النقمة، وشماتة الاعداء وغلبة الرجال، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء لطيف لما تشاء ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم).

أيها الاخوة والاخوات، عرفنا في الحلقات السابقة أن البغي والظلم وانتهاك حرمات الله والأصرار على الذنوب الى جانب كفران النعمة الالهية من العوامل التي تؤدي الى حلول النقمة.

واضافة لذلك تهدينا النصوص الشريفة الى ان خذلان ائمة الهدى والركون الى الظالمين من أهم هذه العوامل، فمثلاً قال الله تبارك وتعالى في الآية ۱۱۳ من سورة هود: «وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ».

وقد حذرت كثيرٌ من الأحاديث الشريفة من العمل في إجهزة الظالمين والحكومات الظالمة فمثلاً روي في الكافي عن مولانا الامام موسى الكاظم (صلوات الله عليه) أنه قال ضمن موعظة لأحد أصحابه يحذره من العمل في مؤسسات السلطان الظالم، قال: (يا زياد لأن أسقط من على حالق - يعني المكان المرتفع الشاهق- فأنقطع قطعة قطعة أحب الي من أن اتولى لأحد منهم عملاً أو أطأ بساط رجل منهم إلا لتفريج كربة عن مؤمن أو فك أسره أو قضاء دينه).

ثم قال (عليه السلام): (يا زياد ان أهون ما يصنع الله بمن تولى لهم عملاً أن يضرب عليه سرادقا من نار الى أن يفرغ من حساب الخلائق يا زياد فان وليت شيئاً من أعمالهم فأحسن الى إخوانك فواحدة بواحدة والله من وراء ذلك ... إذا ذكرت مقدرتك على الناس فإذكر مقدرة الله عليك غداً ...).

أيها الاكارم وقد نقلنا في حلقة سابقة عدة نصوص تنهى حتى عن مجالسة أهل المعاصي حذراً من التعرض لحلول النقمة عليهم بسبب معاصيهم، والظلم كما عرفنا سابقاً هو من أهم عوامل حلول النقمة، الأمر الذي يؤكد ضرورة إجتناب الركون بل والقرب من الظالمين حذراً من أن يصاب الإنسان بعوارض نزول النقمة عليهم وان لم يكن مشاركاً لهم في ظلمهم.

اما نصرتهم فهي تعني التعرض الكامل للنقمة الالهية، روي في كتاب (الغارات) لابراهيم بن محمد الثقفي الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال من خطبة له ذكر فيها بني أمية وحكمها: (يظهر أهل باطلها على أهل حقها حتى تملأ الأرض ظلماً وعدواناً وبدعاً الى أن يضع الله عزوجل جبروتها ويكسر عمدها وينزع أوتادها، ألا وانكم مدركوها فانصروا قوماً كانوا أصحاب رايات بدر وحنين تؤجروا، ولا تما لؤوا - أي لا تنصروا- عليهم عدوهم فتصرعكم البلية وتحل بكم النقمة).

أعزاءنا المستمعين، وقد روي في كتاب الكافي عن مولانا الامام الصادق (عليه السلام) انه قال: (ان الله عزوجل أذن في هلاك بني أمية بعد احراقهم زيداً (عليه السلام) بسبعة أيام).

وفي هذا الحديث الشريف اشارة الى أن استشهاد العلوي الغيور زيد بن الامام زين العابدين (عليهما السلام) بتلك الصورة المفجعة مثل اكتمال واقعة الطف الدامية إذ أن ارتكاب بني أمية لهذه الواقعة كان بداية نزول النقمة الالهية عليهم وانهاء ملكهم الذي سعوا بكل جهدهم لان يكون خالداً فكان من أقصر ملك لأسرة عرفه التأريخ الاسلامي.

مستمعينا الاطائب ويبقى السؤال المحوري عن سبل النجاة من حلول النقمة وما الذي تقوله النصوص الشريفة اضافة الى اجتناب أسبابه؟ هذا ما نتناوله بمشيئة الله في الحلقة المقبلة من برنامجكم (ينابيع الرحمة) لكم من إذاعة طهران أطيب الشكر ودمتم سالمين في رعاية الله ارحم الراحمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة