البث المباشر

وجوب السجود على الارض وما أنبتت غير المأكول والملبوس

الإثنين 24 يونيو 2019 - 14:20 بتوقيت طهران
وجوب السجود على الارض وما أنبتت غير المأكول والملبوس

مستمعينا الافاضل في كل مكان تحية طيبة من عند الله اليكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحباً بكم في هذه الحلقة الجديدة من البرنامج ومحور جديد تحت عنوان (السجود على الارض).
نعم ايها الاحبة في هذا البرنامج يتناول الشيخ رضوان والشاب احمد موضوع السجدة واختلاف الفقهاء في شرائط المسجود عليه ندعوكم الى متابعة هذا الحوار:
الشيخ: هل سمعت يا احمد الحديث الذي يقول: اقرب ما يكون العبد الى ربه حال سجوده؟
احمد: نعم نعم يا شيخ فالسجود اوضح مظاهر العبودية والانقياد والتذلل من قبل المخلوق لخالقة يؤكد المؤمن عبوديته المؤكدة لله تعالى.
الشيخ: بارك الله فيك يا احمد فلا يوجد مظهر اوضح في اعلان التذلل لله تعالى من السجود على التراب والرمل والحجر والحصى، لما فيه من تذلل اوضح وابين من السجود على الحصر والبواري فضلاً عن السجود على الالبسة الفاخرة والفرش والذهب.
احمد: ولكن يا شيخ كلتا الحالتين تعتبران سجوداً؟
الشيخ: صحيح يا احمد الا ان العبودية تتجلى في السجود على الارض بما لا تتجلى في غيره.
احمد: هل هذا سر كون اتباع اهل البيت(ع) يلتزمون بالسجدة على الارض في حضرهم وسفرهم ولا يعدلون عنها الا الى ما نبت منها من الحصر والبواري بشرط ان لا يؤكل ولا يلبس؟ ثم ما هي يا شيخي علة عدم تجويزهم السجود على المأكول والملبوس؟
الشيخ: في رواية يرويها الصدوق عن هشام بن الحكم انه سأل نفس السؤال من ابي عبد الله الصادق(ع) فأجابه الامام(ع) قائلاً: لان السجود خضوع لله عز وجل فلا ينبغي ان يكون على ما يؤكل ويلبس لان ابناء الدنيا عبيد ما يأكلون ويلبسون والساجد في سجوده في عبادة الله، فلا ينبغي ان يضع جبهته في سجوده على معبود ابناء الدنيا الذين اغتروا لغرورها.
احمد: اذن مشكلة الذين يتصورون ان الالتزام بالسجود على الارض او ما انبتت منها بدعة ويتخيلون المسجود عليه وثناً مشكلتهم تكمن في انهم لا يفرقون بين المسجود له والمسجود عليه ويزعمون ان الحجر او التربة الموضوعة امام المصلي وثناً يعبده المصلي بوضع الجبهة عليه. فالوثن عند الوثني معبود ومسجود له يضعه امامه يركع ويسجد له ولكن الموحد الذي يريد ان يصلي في اظهار العبودية الى نهاية مراتبها، يخضع لله سبحانه ويسجد له ويضع جبهته ووجهه على التراب والحجر والرمال والحصى، مظهراً بذلك مساواته معها عند التقويم قائلاً: ابن التراب ورب الارباب.
الشيخ: اجل يا ولدي الساجد على التربة غير عابد لها بل يتذلل الى ربه بالسجود عليها، فاذا قلنا بان الساجد على التربة يعبدها فمن يسجد على الفرش والقماش وغيره لابد ان يكون عابداً لها على هذا المنوال؟
ثم اننا اذا نظرنا الى عصر الرسول(ص) نجده(ص) انه وصبحه كانوا ملتزمين بالسجود على الارض، متحملين شدة الرمضاء وغبار التراب.
احمد: قرأت في رواية انه قد شكى بعض الصحابة رسول الله من شدة الحر، الى ان وردت الرخصة بالسجود على الخمر والحصر فوسع الامر للمسلمين ولكن في اطار محدود.
الشيخ: بالمناسبة فقد جاء في صحيح البخاري ان النبي الاكرم(ص) انه قال: "وجعلت لي الارض مسجداً وطهوراً". مؤكداً ان كل جزء من الارض مسجد طهور يسجد عليه ويقصد للتيمم أي للسجود تارة وللتيمم اخرى.
احمد: افهم من هذا الحديث يا شيخ ان العبادة والسجود لله لا يختص بمكان دون مكان بل الارض كلها مسجد ومعبد للمسلمين.
الشيخ: استنتاج صحيح احسنت، الارض كلها مسجد وذلك بخلاف غيرهم حيث خصوا العبادة بالتبيع والكنائس هل تحفظ يا احمد رواية تدل على ان السنة في الصلاة كانت جارية على السجود على الارض فقط ايام الصدر الاول من الاسلام؟
احمد: نعم في السنن الكبرى روى انس قال كنا مع رسول الله(ص) في شدة الحر فيأخذ احدنا الحصباء في يده فاذا برد وضعه وسجد عليه وفي سنن البيهقي رواية تقول نقلاً عن خباب بن الارت قال: شكونا الى رسول الله شدة الرمضاء في جباهنا واكفنا فلم يشكنا وفي معناها يقول ابن الاثير: انهم لما شكوا اليه ما يجدون من ذلك لم يسمح لهم ان يسجدوا على طرف ثيابهم.
الشيخ: اضافة الى ما قلته وذكرته هناك اوامر من قبل النبي(ص) في مجال التتريب كالرواية التي جاءت في كتاب كنز العمال عن خالد الجهني قال: رأى النبي(ص) صهيباً يسجد كأنه يتقي التراب فقال له: "ترب وجهك يا صهيب".
كما روى صالح السباني في كتاب السنن الكبرى ان رسول الله(ص) راى رجلاً يسجد بجنبه وقد اعتم على جبهته فحسر رسول الله(ص) عن جبهته.
احمد: ولكن يا شيخ لماذا هذا الاصرار على السجود على الارض؟
الشيخ: ليس هناك اصرار او اجبار في ذلك فكما تعلم ان السجدة كانت في البداية على الارض ثم في المرحلة الثانية جاءت الرخصة في الحصر والبواري وحتى ان الباري تعالى قد رخص لرفع الحرج بالسجود على الثياب ولكن لعذر وضرورة كما ورد في صحيح البخاري عن انس بن مالك: كنا اذا صلينا مع النبي(ص) فلم يستطع احدنا ان يملن جبهته عن الارض طرح ثوبه ثم سجد عليه، ولكن ذلك لا يجوز في غير الضرورات التي تبيح المحذورات.
الختام: الى هنا تبين اعزاءنا ان التزام الشيعة باتخاذ تربة من الارض للسجود عليها ليس الا تسهيل الامر للمصلي في سفره وحضره خوفاً من ان لا يجد ارضاً طاهرة واما السر في التزام الشيعة استحباباً بالسجود على التربة الحسينية ان يتذكر المصلي حين يضع جبهته على تلك التربة، تضحية ذلك الامام بنفسه واهل بيته والصفوة من اصحابه في سبيل العقيدة والمبدأ.
آملين ان قضيتم اوقاتاً نافعة مع هذا الحوار شكراً على حسن المتابعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة