البث المباشر

مشروعية التقية وأحكامها وأدلتها القرآنية

الإثنين 24 يونيو 2019 - 14:22 بتوقيت طهران
مشروعية التقية وأحكامها وأدلتها القرآنية

حضرات المستمعين الافاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحباً بكم وانتم تتابعون حلقة جديدة من حوارات الشيخ رضوان مع الشاب احمد وهما يدرسان موضوع التقية من حيث المفهوم والغاية منها اعتماداً على القرآن الكريم والروايات، اذاً نترككم مع الحوار التالي:
احمد: يا شيخ ما هو مفهوم التقية؟
الشيخ: نعم التقية هي اتخاذ الوقاية من الشر، فمهومها في الكتاب والسنة هو اظهاراً لكفر وابطال الايمان، او التظاهر بالباطل واخفاء الحق.
احمد: بعبارة اخرى التقية تقاتل النفاق وافهم من ذلك ان النفاق ضدها فهو أي النفاق عبارة عن اظهار الايمان وابطال الكفر والتظاهر بالحق واخفاء الباطل.
الشيخ: ولكن هناك نقطة جداً مهمة وهي الغاية من التقية ومتى تستخدم؟
احمد: اعتقد انها تكون في ظروف قاهرة وخوفاً من المضار والتهلكة؟
الشيخ: اجل تأتي التقية في ظروف قاهرة لا يستطيع فيها المؤمن ان يعلن موقفه الحق صريحاً وخوفاً من ان يترتب على ذلك مضار من قوى ظالمة غاشمة كلجوء الحكومات الظالمة الى الارهاب والتشريد والنفي والقتل والتنكيل.
احمد: ولكن يا شيخ لماذا يعيب البعض على مستعملي التقية؟
الشيخ: انهم في الحقيقة يا احمد يتصورون ان الغاية منها هو تشكيل جماعات سرية هدفها الهدم والتخريب وهو تصور خاطىء لا يقوم على دليل.
احمد: اعتقد يا شيخ انه لو لم تلجئ الظروف القاهرة والاحكام المتعسفة هذه الجموع المستضعفة من المؤمنين لما كانوا عمدوا الى التقية لما تحملوا عبء اخفاء معتقداتهم ولدعوا الناس اليها علناً ودون تردد.
الشيخ: تعال يا احمد لنقرأ بعض الآيات القرآنية التي تصرح بمشروعية التقية؟
الشيخ: جاء في الآية السادسة بعد المئة من سورة النحل المباركة: «من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم».
فان الآية ترى انه سبحانه يجوز اظهار الكفر كرهاً ومجاراة للكافرين خوفاً منهم بشرط ان يكون القلب مطمئناً بالايمان.
احمد: يا شيخ ما هو رأي علماء اهل السنة في التقية نظراً لهذه الآية؟
الشيخ: قال الحافظ بن ماجة في سننه: موافقة المشركين على ما ارادوا منهم تقية، والتقية في مثل هذه الحال جائزة لقوله تعالى:«الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان». كما يقول القرطبي في كتاب الجامع لاحكام القرآن: "التقية جائزة للانسان الى يوم القيامة" ومن جانبه يقول الخازن في تفسيره التقية لا تكون الا مع خوف القتل مع سلامة النية.
احمد: بالتحديد قوله تعالى: «الا من اكره» افهم منه ان الانسان يجبر على الكفر والقول في هذه الحال يكون دون الاعتقاد ولا تتغير عقيدته وايضاً هناك دليل على ان الايمان المنجي المعتبر عند الله هو التصديق بالقلب.
الشيخ: الآية الاخرى التي تؤكد مشروعية التقية هي الآية الثامنة والعشرون من سورة آل عمران: «لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا ان تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه والى الله المصير».
يقول الطبري في جامع البيان ان التقية باللسان وليس بالعمل وفي رواية يرويها عند تفسير الآية الآنفة الذكر: ان التقية باللسان لمن حمل على امر يتكلم به وهو لله معصية فتكلم مخافة نفسه "وقلبه مطمئن بالايمان" فلا اثم عليه انما التقية باللسان.
احمد: ان مورد الآيات هو بشأن اتقاء المسلم من الكافر فكيف بالنسبة لتشريع التقية عند ابتلاء المسلم باخيه المسلم الذي يهدده بالقتل او نهب امواله؟
الشيخ: في هذه الظروف يا احمد يحكم العقل السليم بصيانة النفس والنفس عن طريق كتمان العقيدة واستعمال التقية.
احمد: على هذا الاساس افهم يا شيخ ان الغاية من التقية هي مداراة الكفرة والظلمة والفسقة لكف اذاهم وصيانة العرض منهم سواء كان العدو كافراً بارزاً او منافقاً فاسقاً ولكن يا شيخ هناك سؤال وهو لماذا اشتهرت الشيعة بالتقية اكثر من غيرها؟
الشيخ: لانها يا احمد منيت باستمرار الضغط عليها اكثر من اية امة اخرى فكانت مسلوبة الحرية في عهد الدولة الاموية كله وفي عهد العباسيين وفي اكثر ايام الدولة العثمانية ولاجله استشعروا بشعار التقية اكثر من أي قوم.
احمد: على فكرة يا شيخ سمعت رواية عن ابي عبد الله الصادق(ع) تقول: "التقية ديني ودين آبائي" ورواية اخرى: "من لا تقية له لا دين له".
الشيخ: احسنت يا احمد لقد كانت التقية شعاراً لآل البيت(ع) دفعاً للضرر عنهم وعن أتباعهم وحقناً لدمائهم.
احمد: يا شيخ هل للتقية حدود ام لا؟
الشيخ: سؤال جيد وفي محله بالتأكيد هناك حدود وللأجابة عن هذا السؤال الفت انتباهك الى قول الامام الخميني(رض) في هذا المجال حيث يقول: "تحرم التقية في بعض المحرمات والواجبات التي تمثل في نظر الشارع والمتشرعة مكانة بالغة، مثل هدم الكعبة والمشاهد المشرفة والرد على الاسلام والقرآن والتفسير بخلاف المذهب ويطابق الالحاد وغيرها من عظائم المحرمات ولا تعمها ادلة التقية ولا الاضطرار ولا الاكراه".
الختام: بهذا مستمعينا الافاضل نأتي الى ختام حلقة اخرى من برنامج حوارات عقائدية وتناولت موضوع التقية اعتماداً على القرآن الكريم والروايات وآراء المفسرين بهذا المجال عبر حوار الشيخ رضوان والشاب احمد على امل اللقاء بكم في حلقة اخرى ودمتم في رعاية الله.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة