البث المباشر

حقيقة "رؤية الله" في النصوص الشرعية

الإثنين 24 يونيو 2019 - 14:07 بتوقيت طهران
حقيقة "رؤية الله" في النصوص الشرعية

مستمعينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً ومرحباً بكم الى هذه الحلقة حيث يدور حوار الشيخ رضوان والشاب احمد حول مسألة امكانية رؤية الله وقد تناولا الموضوع نفسه في اللقاء الماضي اعتماداً على الادلة العقلية ... في هذه الحلقة يدرسان الموضوع على اساس الادلة النقلية وخاصة القرآن الكريم فكونوا معنا ...
احمد: ايها الشيخ تحدثتم عن استحالة رؤية الله رؤية بصرية اعتماداً على منطق العقل حبذا لو تفضلتم بالادلة النقلية خاصة القرآن الكريم في هذا الموضوع.
الشيخ: وفقك الله يا احمد وهداك الى سبيله، يا بني عندما تراجع الآيات القرآنية تجد انها ايضاً تصرح باستحالة الرؤية البصرية.
احمد: حبذا لو تذكر لنا بعض الامثلة؟
الشيخ: من الآيات التي تصرح بنفي الرؤية هي قوله تعالى: (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير).
احمد: الا ترى يا شيخ انا اذا قلنا ان زيداً ضربه كل الناس فانه يفيد انه ضربه بعضه وكذلك قوله: (لا تدركه الابصار) فان معناه لا تدركه جميع الابصار فوجب ان يفيد انه تدركه بعض الابصار؟
الشيخ: يا احمد اعلم ان المتبادر الى الاذهان من اطلاق الآية الكريمة هو نفي رؤية الله من قبل جميع الابصار، وامثالها كثيرة في كلام العرب نحو لا تشتبه عليه الاصوات او يامن لا يبرهه الحاح الملحين.
احمد: ولكن ثمة من يقول ان الله سوف يخلق حاسة سادسة اخرى ليتمكن المؤمنون من رؤية الله في الآخرة؟
الشيخ: هذا القول يدل على ان صاحبه اقتنع بان الله لا يرى بالعين، وما نريد نفيه هو الرؤية البصرية التي تستلزم تحديد الله جل جلاله بالجسمية. ومن جهة اخرى انه ليس هناك اشارة ولو بسيطة على ذلك ولا تدخل الآية المباركة على ان الله يدرك بغير الابصار او سيخلق الله حاسة اخرى لرؤية ذاته المقدسة.
احمد: وهل هناك آية اخرى تنفي امكانية رؤية الله تعالى؟
الشيخ: نعم هناك آية اخرى وهي الخامسة والخمسون من سورة البقرة التي تقول: (واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون)، فان قوم نبي اسرائيل حين سألوا موسى(ع) ان يريهم الله فاخبرهم بامتناع ذلك، لكنهم الحوا عليه فعرفهم ان رؤية الله تستلزم تحيزه وتكيفه والاشارة اليه والله منزه عن ذلك.
احمد: يبدو ان الله يستنكر طلب رؤية الله تعالى عبر آياته المباركة؟
الشيخ: نعم استمع لهذه الآية (يسألك اهل الكتاب ان تنزل عليهم كتاباً من السماء فقد سألوا موسى اكبر من ذلك فقالوا ارنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم). وفي الآية سمى ذلك ظلماً وعاقبته الصاعقة فوراً.
واذا كانت الرؤية جائزة لم يكن التماسها عتواً ولا استكباراً في الآية المباركة: (وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة او نرى ربنا لقد استكبروا في انفسهم وعتو عتواً كبيراً).
احمد: برأيك يا شيخ ما هو سبب استعظام الله تعالى طلب رؤيته وانكاره على طالبيها وانزاله الصاعقة عليهم؟
الشيخ: هذا الامر يؤيد حكم العقل بامتناع رؤيته عز وجل.
احمد: ولكن البعض من المسلمين يعتقدون ان الله سيرى في الآخرة؟
الشيخ: يا احمد لو سلم هؤلاء وان رؤية الله لا تحصل الا في الآخرة لا يسلمون له بان طلبها في الدنيا مستنكراً وانما يكون مجرد جهل لا يتكون به ذنب لكي يسمى ظلماً واستكباراً وعتواً ولا يوجب عقوبة بصاعقة او بشيء من العذاب.
احمد: طيب يا شيخ هناك آية تنقل قول نبي الله موسى(ع) (رب ارني انظر اليك) كيف طلب موسى(ع) ذلك وهو اعلم الناس بالله وما يجوز وما لا يجوز؟
الشيخ: عليك ان تقرأ الآية كاملة تقول الآية: (قال رب أرني انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل، أي تجلى بآية من آياته، جعله دكاً وخرّ موسى صعقاً فلما أفاق قال سبحانك تبت اليك). يقول: رجعت الى معرفتي بك عن جهل قومي "وانا اول المؤمنين" أي اول المؤمنين منهم بانك لا ترى.
الختام:
مستمعينا الكرام اذن القول برؤية الله تعالى في يوم القيامة رؤية بصرية امر لا يصح الاعتقاد به عقلاً ولا شرعاً لانه يستلزم التجسيم والتشبيه، وان ما دل على رؤية الله يمكننا تفسيره بالرؤية القلبية التي لا يلزم منها اشكال عقلي وشرعي.
والى هنا تنتهي هذه الحلقة من برنامج "حوارات عقائدية" على أمل اللقاء بكم في حلقة قادمة وموضوع آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة