الحادث ايضا كان رسالة واضحة الى كل الوسطاء، من قبل مراهقي السياسة في منطقتنا وداعميهم في تل ابيب، فليس من باب الصدفة ان تكون التفجيرات وقعت قبالة دولة سلطنة عمان، التي تقوم بدور نشط في التوسط من اجل دفع شبح الحرب عن المنطقة، خاصة ان وزير خارجيتها بن علوي يزور العراق، ومن قبلها زار ايران لهذا الشأن، كما هي رسالة الى اليابان، حيث جاءت التفجيرات ، التي استهدفت ناقلتي نفط يابانيتين، بالتزامن مع زيارة رئيس وزرائها الى ايران للتوسط ايضا.
اذا ما انطلقنا من سؤال من هو المستفيد والمتضرر مما جرى، فاننا سنجد الصقور في امريكا امثال بولتون وبومبيو وتجار الاسلحة، وفي المنطقة، امثال بن سلمان وبن زايد وبنيامين نتنياهو، في خانة المستفيدين، بينما ستكون ايران، التي تستقبل اليوم ضيفا في غاية الاهمية، وهو رئيس وزراء الياباني شينزو آبي، الذي يزورها للتوسط في خفض التوتر، في خانة الخاسرين.
الحادث ايضا يؤكد صوابية ما ذهبت اليه ايران، التي طالما اكدت على ضرورة اقامة نظام امني موحد لمنطقة دول الخليج الفارسي، بل ذهبت الى ابعد من ذلك عندما دعت الى عقد معاهدة عدم اعتداء بينها وبين جيرانها في الخليج الفارسي، يحول دون انزلاق المنطقة الى حافة الهاوية، عبر سد الثغرات التي يمكن ان تتسلل من خلالها جهات اجنبية، او تكون منفذا لساسة مراهقين لا يعرفون من الف باء السياسة شيئا.
بات من المؤكد، ان هناك صقورا ومراهقي سياسة، يدفعون بالمنطقة ليس الى حافة الهاوية، بل الى الحرب، وهؤلاء الصقور والمراهقون معروفون في ايران، وهم ليس سوى "الفريق باء"، بولتون وبنيامين نتنياهو وبن زايد وبن سلمان، فهؤلاء مستعدون للقيام بكل شيء من اجل الدفع بالرئيس الامريكي الى شن حرب ضد ايران، دون اي ادراك للتداعيات الكارثية لهذه الحرب في حال وقوعها.
في الاخير، كل ما يجري في المنطقة يؤكد حقيقة واحدة، وهي ان ايران دولة اقليمية كبرى ، كما ان جيرانها ايضا هي دول اقليمية مهمة، ولا يمكن لاي جهة منها ان تتجاهل مصالح الجهة الاخرى، فالجميع يعيشون في منطقة جغرافية واحدة، وبالتالي سيكون بالضرورة امنها واحد، ومصلحتها واحدة، وهذا الامن والمصلحة المشتركة، يحتم الا يتم استيراد امنها من الخارج، فعندها ستكون سلعة تتلاعب بها تلك الجهات الاجنبية كما تلعب بها الان، فبالرغم من تخمة الاساطيل والقواعد والاقمار الصناعية والاستخبارات الدولية في المنطقة، الا اننا نشهد هجمات تتوالى على ناقلات النفط دون ان تعرف الجهة او الجهات التي وراءها.
ماجد حاتمي ـ العالم