سلام من الله عليكم أيها الأطياب، طابت أوقاتكم بكل خير ورحمة وبركة..
أهلاً بكم في لقاء اليوم من برنامجكم هذا وطائفة من النصوص الشريفة التي تعيننا على المزيد من حسن الإستجابة للأمر القرآني بالتأسي بسيد النبيين الصادق الأمين – صلوات الله وتحياته عليه وآله الطيبين الطاهرين -.
أيها الأحبة، كيف كانت سيرة (الأسوة المحمدية الحسنة) فيما يرتبط بالمزاح؟
وما هي النية التي ينبغي أن تدفع المؤمن لذلك؟ وما هي شروطه المطلوبة شرعاً؟
الإجابة عن هذه الأسئلة محور النصوص الشريفة التي نتناولها في هذا اللقاء، فنبدأ بما روي في كتاب الكافي عن مولانا الإمام الصادق – عليه السلام – أنه قال لأحد أصحابه: كيف مداعبة بعضكم بعضاً؟ أجاب الرجل: قليل، فقال – عليه السلام -:
"أفلا تفعلون، فإن المداعبة من حسن الخلق وإنك لتدخل بها السرور على أخيك، لقد كان رسول الله – صلى الله عليه وآله – يداعب الرجل يريد أن يسره".
إذن فنية الخير الأولى من المزاج ينبغي أن تكون تأسياً بسيد الرسل هي إدخال السرور على الآخرين أما النية الثانية فهي إذهاب النعم عن القلب، فقد روي في الكافي أيضاً مسنداً عن معمر بن خلاد قال:
سألت أبا الحسن – يعني الإمام الرضا عليه السلام – فقلت: جعلت فداك، الرجل يكون مع القوم فيجري بينهم كلام يمزحون ويضحكون؟ فقال – عليه السلام -: لا بأس ما لم يكن! فظننت أنه نهى عن الفحش، ثم قال – عليه السلام -:
"إن رسول الله – صلى الله عليه وآله – كان يأتيه الأعرابي فيهدي له الهدية ثم يقول: أعطنا هديتنا، فيضحك رسول الله، وكان – صلى الله عليه وآله – إذا اغتم يقول: ما فعل الأعرابي ليته أتانا!".
إذن فمن شروط المزاح المحمدي الممدوح إجتناب الفحش من القول وما يؤذي الآخرين واجتناب الباطل، قال الحافظ الحلبي في كتاب المناقب:
"كان رسول الله – صلى الله عليه وآله – يمزح ولا يقول إلا حقاً".
وروى الشيخ الطوسي في كتاب الأمالي مسنداً عن الإمام علي أميرالمؤمنين – عليه السلام – قال: "كان ضحك النبي – صلى الله عليه وآله – التبسم".
مستمعينا الأطائب، ملأ الله قلوبنا وقلوبكم بهجة ونوراً ببركة حسن التأسي والإتباع لحبيبنا المصطفى الأمين – صلوات الله عليه وآله الطاهرين -... اللهم آمين.
والى لقاء آخر من برنامجكم (الأسوة الحسنة) دمتم أحباءنا في رعاية الله آمين.