سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة منه وبركات.
أيها الأحبة، التأسي – قدر المستطاع – بالنبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – هو من أعظم الواجبات المباركة التي أمرنا بها الله عزوجل في كتابه العزيز، فالعمل بهذا الواجب يأخذ بيد الإنسان الى بلوغ أسمى مراتب الكمال لأنه تأس بالذي بلغ العلى بكماله كشف الدجى بجماله حسنت جميع خصاله صلوا عليه وآله، اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
أيها الأطائب، نستنير في هذا اللقاء ببعض ما روي من الخلق المحمدي في العدل والمساواة بأدق مصاديقهما في تعامله مع الآخرين، ونبدأ بما روي في كتاب الكافي عن مولانا الإمام جعفر الصادق – عليه السلام – قال:
"كان رسول الله – صلى الله عليه وآله – يقسم لحظاته بين أصحابه، فينظر الى ذا وينظر الى ذا بالسوية.. ولم يبسط رجليه بين أصحابه قط".
ونتأمل معاً أيها الأطائب، في جميع العدل النبوي والمساواة المحمدية في الرواية التالية التي نختارها أيضاً مما رواه ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي عن ناشر السنة المحمدية مولانا الإمام الصادق – صلوات الله عليه – قال:
"أتى النبي – صلى الله عليه وآله – رجلان: رجل من الأنصار ورجل من ثقيف، فقال الثقفي: يا رسول الله حاجتي!
فقال – صلى الله عليه وآله -: سبقك أخوك الأنصاري..
فقال الثقفي: يا رسول الله، إني على ظهر سفر وإني عجلان..
فقال الأنصاري: إني قد أذنت له يا رسول الله..."
وجاء في تتمة الرواية أن نبي العدل – صلى الله عليه وآله – لم يقض حاجة الثقفي – رغم كونه قرشياً – إلا بعد أن أذن بذلك الأنصاري، ثم قضى حاجة الأنصاري.
ومن العدل المحمدي تكريم الأشخاص فيما يتناسب مع كرامتهم عند الله تبعاً لدرجة ابتغاء مرضاة الله عزوجل خاصة إذا التقى بكل منهم على انفراد.
روي في الكافي عن عمار بن حيان قال: خبرت أبا عبد الله الصادق ببر إسماعيل إبني بي، فقال – عليه السلام -:
"لقد كنت أحبه فقد ازددت له حباً، إن رسول الله – صلى الله عليه وآله – أتته أخت له من الرضاعة، فلما نظر إليها سر بها وبسط ملحفته لها فأجلسها عليها، ثم أقبل يحدثها ويضحك في وجهها، ثم قامت وذهبت وجاء أخوها، فلم يصنع به ما صنع بها، فقيل له: يا رسول الله، صنعت بأخته ما لم تصنع به وهو رجل، فقال – صلى الله عليه وآله - : لأنها كانت أبر بوالديها منه".
أعزاءنا، جزيل الشكر لكم منا على طيب الإصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم (الأسوة الحسنة)؛ دمتم في رعاية الله سالمين والحمد لله رب العالمين.