سلام من الله عليكم مستمعينا الأكارم وأهلاً بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج.
أيها الأحبة، ينقل أن الأخلاقي العارف آية الله السيد علي القاضي، وهو – رضوان الله عليه – أستاذ كثير من عرفاء مدرسة الثقلين في القرن الأخير، أمر تلميذه السلوكي العارف القرآني آية الله السيد محمد حسين الطباطبائي – قدس سره – بأن يبحث فيما روته المصادر المعتبرة من سنن النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – ويعمل بها جميعاً كأهم وسائل السير والسلوك الى الله عزوجل وبلوغ مراتب العرفان النقي السامية.
فاهتم العلامة الطباطبائي – وهو صاحب تفسير الميزان – بهذا الأمر السلوكي العرفاني وكان ثمرة ذلك من الناحية العملية بلوغه ما بلغ – رضوان الله عليه – من مراتب العرفان السامية، كما كان ثمرة ذلك من الناحية العملية إغناء المكتبة الإسلامية بكتاب (سنن النبي صلى الله عليه وآله) وهو من أهم المصادر الجامعة لما يحتاجه من يريد الإستجابة الى الأمر الإلهي للتأسي بالأسوة الحسنة وصاحب الخلق العظيم – صلى الله عليه وآله الطاهرين -.
أعزاءنا المستمعين روى الشيخ الجليل أحمد بن محمد البرقي في كتاب المحاسن عن مولانا الإمام محمد الباقر – صلوات الله عليه – في حديث ذكر فيه السنة المحمدية في طلب البركة من الله في الطعام، قال:
(لم يكن رسول الله – صلى الله عليه وآله – يأكل طعاماً ولا شراباً إلا قال:
"اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا خيراً منه"
قال الباقر – عليه السلام -:
إلا اللبن فإنه – صلى الله عليه وآله – كان يقول: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه).
أيها الإخوة والأخوات، ومن الأدب النبوي في إكرام نعمة الطعام إجتناب حالة أهل البطر أثناء الأكل تواضعاً لله عزوجل، فقد روي في كتاب الكافي عن مولانا الإمام الصادق – عليه السلام – قال:
"ما أكل رسول الله متكئاً قط مذ بعثه الله عزوجل الى أن قبضه تواضعاً لله عزوجل، وما رئي ركبته أمام جليسه في مجلس قط، ولا صافح رسول الله – صلى الله عليه وآله – رجلاً قط يده من يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده".
وروي في كتاب الأمالي للشيخ الطوسي مسنداً عن ابن عباس قال:
"كان رسول الله – صلى الله عليه وآله – يجلس على الأرض ويأكل على الأرض ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير".
وبهذا ننهي أيها الأحبة لقاء اليوم من برنامج (الأسوة الحسنة) نشكركم على طيب المتابعة ودمتم في أطيب الأوقات، في أمان الله.