السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته، معكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نستعين فيها بطائفة أخرى من النصوص الشريفة المبينة لسيرة وسنن سيد النبيين الحبيب المصطفى لترسيخ روح التأسي به – صلى الله عليه وآله الطاهرين – تابعونا مشكورين.
إخوة الإيمان، وصف الله تبارك وتعالى حبيبنا الهادي المختار بأنه رحمة عامة للخلائق أجمعين فقال في الآية (۱۰۷) من سورة الأنبياء مخاطباً له – صلى الله عليه وآله -: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.
من هنا فقد كانت جميع الأخلاق المحمدية تفيض بالرحمة الإلهية بجميع الخلق، وهذه الرحمة الإلهية تتضاعف وتزداد بالنسبة للمؤمنين خاصة، أي كلما إزداد إيمان المؤمن إزدادت معه الرحمة الإلهية التي تصله عبر الوسيلة المحمدية، قال الله أصدق القائلين في الآية الحادية والستين من سورة التوبة:
"وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
ومن مصاديق فوز المؤمنين بتلكم الرحمات الإلهية الخاصة حسن التأسي بالحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله – في رحمته بالناس عموماً والمؤمنين خاصة.
أيها الأكارم، من مصاديق رحمة الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله – بالمؤمنين رعايتهم لمشاعرهم وتواضعه لهم وسعيد لدفع الأذى وسوء الظن عنهم، لنتأمل معاً في الرواية التالية التي رواها ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي بسنده عن الإمام جعفر الصادق – صلوات الله عليه – قال:
"أوتي النبي – صلى الله عليه وآله – بشيء [من المال والطعام] فقسمه فلم يسع أهل الصفة جميعاً، فخص به أناساً منهم، فخاف رسول الله – صلى الله عليه وآله – أن يكون قد دخل قلوب الآخرين شيء، فخرج إليهم فقال:
معذرة الى الله وإليكم يا أهل الصفة، إنا أوتينا بشيء فأردنا أن نقسمه فيكم، فلم يسعكم فخصصنا به أناساً منكم خشينا جزعهم وهلعهم".
مستمعينا الأطائب، وجاء في كتاب مكارم الأخلاق عن أنس بن مالك قال:
(كان رسول الله – صلى الله عليه وآله – إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه، فإن كان غائباً – يعني مسافراً – دعا له، وإن كان شاهداً – أي موجوداً في المدينة – زاره، وإن كان مريضاً عاده).
نشكر لكم مستمعينا الأكارم كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (الأسوة الحسنة) كونوا معنا مشكورين في حلقاته المقبلة بإذن الله ودمتم في أمان الله.