سلام من الله عليكم مستمعينا الأحبة ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج، ندعوكم فيها للتدبر في فقرات من حديث جامع يعيننا به إمامنا أميرالمؤمنين علي المرتضى – عليه السلام – على العمل بما أمرنا به ربنا من التأسي بسيد المرسلين حبيبنا المصطفى – صلى الله عليه وآله – فهذا الحديث من أجمع النصوص المبينة لخصال صاحب الخلق العظيم – صلى الله عليه وآله – نختار منه فقرات ترتبط بسنة رسول الله في منطقه وكلامه، تابعونا مشكورين.
روي في كتاب مكارم الأخلاق وعيون أخبار الرضا – عليه السلام – عن سيد الوصيين عن أميرالمؤمنين الإمام علي قوله ضمن حديث طويل في وصف الأخلاق المحمدية: (كان – صلى الله عليه وآله – دائم البشر، سهل الخلق – أي رفيقاً بالناس – ليّن الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخّاب – أي ليس سليط اللسان – ولا فحاش ولا عياب.. لا يخيب مؤمله.
قد ترك – صلى الله عليه وآله – من نفسه ثلاثاً: المراء – أي مجادلة الناس – والإكثار – يعني من الكلام – وما لا يعنيه.
ترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحداً ولا يعيره ولا يطلب عثراته ولا عوراته.
ويتابع مولانا سيد الوصيين – عليه السلام – وصفه سنة أخيه المصطفى في منطقه وكلامه قائلاً:
(كان – صلى الله عليه وآله – لا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده الحديث، وإذا تكلم عنده أحد أنصتوا حتى يفرغ من حديثه.
كان – صلى الله عليه وآله – يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، وكان – صلى الله عليه وآله – يصبر للغريب على الجفوة – أي الإلحاح بغلظة – في المسألة والمنطق ويقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرفدوه.
وكان – صلى الله عليه وآله – لا يقبل الثناء إلا من مكافئ – أي من شاكر له على معروف – ولا يقطع على أحد كلامه).
أيها الإخوة والأخوات، وفي تتمة هذه الفقرات يحدثنا مولانا الإمام علي مولى الموحدين – عليه السلام – عن خلق سيد الكائنات في سكوته وصمته – صلى الله عليه وآله – مبيناً أنه صمت فعال مقرون بالتفكر والحلم والحذر والتقدير وهذا ما نتناوله بإذن الله تبارك وتعالى في حلقة مقبلة من برنامجكم (الأسوة الحسنة) شاكرين لكم أيها الأطائب طيب المتابعة ودمتم في رعاية الله.