سلام من الله عليكم أيها الأكارم ورحمة الله،،، على بركة الله نلتقيكم في حلقة جديدة من برنامجكم هذا ودقائق مباركة نقضيها في رحاب النصوص الشريفة التي تعيننا على ما أمرنا به ربنا الجليل من التأسي بحبيبه وصفوته من العالمين سيدنا وسيد الخلائق أجمعين الصادق الأمين – صلى الله عليه وآله – تابعونا مشكورين.
أيها الإخوة والأخوات، من أهم موارد التأسي بصاحب الخلق العظيم التي نبهنا إليه القرآن الكريم التأسي برفقه بالناس وعفوه – صلى الله عليه وآله – عن أخطائهم واحترام آرائهم واختيارهم، قال الله تبارك وتعالى في الآية الكريمة ۱٥۹ من سورة آل عمران:"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ".
ونقرأ أيها الأحبة في السيرة المحمدية كثيراً من مصاديق ما ذكرته هذه الآية الكريمة تأتيكم بعضها فابقوا معنا.
روي في كتاب الكافي مسنداً عن ناشر السنة المحمدية النقية إمامنا جعفر الصادق – عليه السلام – أنه قال:
(نزل رسول الله – صلى الله عليه وآله – في غزوة ذات الرقاع تحت شجرة على شفير واد، فأقبل سيل فحال بينه وبين أصحابه، فرآه رجل من المشركين والمسلمون قيام على شفير الوادي ينظرون متى ينقطع السيل، فقال رجل من المشركين لقومه: أنا أقتل محمد!
فجاء فشد على رسول الله – صلى الله عليه وآله – بالسيف ثم قال: من ينجيك مني يا محمد؟
فقال – صلى الله عليه وآله -: [ينجيني منك] ربي وربك.
قال الصادق – عليه السلام -: فنفسه [أي دفعه] جبرئيل – عليه السلام – عن غرسه فسقط على ظهره، فقام رسول الله فأخذ السيف وجلس على صدره فقال:
من ينجيك مني يا غورث [وهو إسم المشرك]
فقال الرجل: جودك وكرمك يا محمد، فتركه – صلى الله عليه وآله - وقام عنه، فقال المشرك: والله لأنت خير مني وأكرم).
أيها الأحبة، وكان النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – كثير الإستغفار من غير ذنب لكي يتأس به الناس في الإستغفار والإنابة الى الله، وكان أكثر إستغفار للمؤمنين.
جاء في كتاب الزهد عن الإمام الصادق – عليه السلام – قال: (إن الله يحب المقر التواب، وقد كان رسول الله – صلى الله عليه وآله – يتوب الى الله في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب).
نشكر لكم أيها الأطائب طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (الأسوة الحسنة) دمتم بكل خير وفي أمان الله.