السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله وبركاته، التأسي بالرؤوف الرحيم حبيبنا المصطفى – صلى الله عليه وآله – هو محور النصوص الشريفة التي اخترناها للقاء هذا اليوم من برنامجكم (الأسوة الحسنة)، تابعونا على بركة الله.
أيها الأحبة، وصف الله أصدق القائلين نبيه الأكرم – صلى الله عليه وآله – فيما وصفه به من صفاته القدسية بصفتي (الرأفة والرحمة)، فقال تبارك وتعالى في الآية ۱۲۸ من سورة التوبة: "لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ"
فصلوات الله وتحياته على سيد المتخلقين بأخلاق الله تبارك وتعالى وعلى آله الطيبين الطاهرين.
أعزاءنا المستمعين، ونقرأ في كتاب (تهذيب الأحكام) للشيخ الطوسي، هذا النموذج النبوي في الرأفة بالأطفال وهو في ذروة الإنقطاع الى الله في الصلاة التي كان شديد الحب لها، قال مولانا الإمام جعفر الصادق – عليه السلام -:
"صلى رسول الله – صلى الله عليه وآله – بالناس الظهر فخفف في الركعتين الأخيرتين، فلما انصرف قال له الناس: هل حدث في الناس حدث؟
قال – صلى الله عليه وآله -: وما ذاك؟
قالوا: خففت في الركعتين الأخيرتين!
فقال – صلى الله عليه وآله – لهم: أما سمعتم صراخ الصبي".
أيها الإخوة والأخوات، ومن مظاهر الرحمة الفريدة أن النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – إمتاز من بين الأنبياء – صلوات الله عليهم أجمعين – أنه لم يدعو على قومه حتى في ذروة إيذائهم له، فقد روي في كتاب المناقب للحافظ السروي الحلبي مايلي: "إن قريشاً لما نالت من رسول الله – صلى الله عليه وآله – ما نالت من الأذى، أتاه ملك فقال: يا محمد، صلى الله عليك وآلك، أنا الملك الموكل بالجبال، أرسلني الله إليك أن أطبق عليهم الأخشبين [وهما جبلان بمكة] فإن أمرت فعلت – يعني أن ينزل بالمشركين العذاب الماحق إذا أمر رسول الله... فقال – صلى الله عليه وآله -: لا، إن قومي لا يعلمون".
أنار الله قلوبنا وقلوبكم بقبسات الرأفة والرحمة الإلهية ببركة التأسي بأسوته الحسنة الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله – اللهم آمين، شكراً لكم أيها الأطائب على طيب المتابعة لحلقة اليوم من برنامج (الأسوة الحسنة).. دمتم في أمان الله.