سلام من الله عليكم أيها الأطائب، وطابت أوقاتكم بكل خير، وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج ومع أريج الروايات المعتبرة التي تعيننا على التأسي بسيد الخلق وصاحب الخلق العظيم – صلى الله عليه وآله – تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأحبة، أول من شهد بسمو الخلق المحمدي هو الله تبارك وتعالى وكفى به شهيداً حيث شهد بما لم يشهد به لغير حبيبنا الهادي المختار – صلى الله عليه وآله الأطهار – فقال عزوجل في الآية الرابعة من سورة القلم مخاطباً سيد خلقه:
"وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ".
فمن أحرى ممن شهد له أصدق الصادقين تبارك وتعالى بأنه صاحب الخلق العظيم بأن يكون أسوة حسنة لجميع المؤمنين؟
أعزاءنا المستمعين، كيف كان خلق الحبيب المصطفى في مجلسه – صلى الله عليه وآله -؟ وما الذي كان يقوم به لكي نتأس به في مجالسنا؟
عن هذا السؤال يجيبنا أقرب الخلق إليه أخوه ونفسه ووصيه الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب – عليه السلام – فقد روي في كتاب (عيون أخبار الرضا) للشيخ الصدوق عن ثامن أئمة العترة المحمدية – عليهم السلام – أن الإمام الحسين – سلام الله عليه – سأل أباه المرتضى عن الأخلاق المحمدية، فكان فيما قاله – صلوات الله عليه – عن مجلس رسول الله قوله:
(كان – صلى الله عليه وآله – لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله جل إسمه ولا يوطن الأماكن – أي لا يتخذ لنفسه مكاناً مميزاً – وينهى عن إيطانها.. وإذا انتهى الى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك، ويعطي كلاً من جلسائه نصيبه حتى لا يحسب أحد من جلسائه أن أحداً أكرم عليه منه.
من جالسه أو نادمه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول).
ونبقى أحباءنا مع الوصى المرتضى وهو يصف خلق أخيه النبي المصطفى – صلى الله عليه وآله – في مجلسه، حيث يتابع – عليه السلام – وصفه لسيد الخلق قائلاً:
(قد وسع الناس منه خلقه، فصار لهم أبا رحيماً وصاروا عنده في الحق سواء، مجلسه – صلى الله عليه وآله – مجلس حلم وحياء وصدق وأمانة لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحرم – أي لا يذكر أحد بغيبة أو قبيح – فلا رفث في مجلسه، ولا يسيء جلساؤه [تجدهم] متواصلين فيه بالتقوى متواضعين يوقرون الكبير ويرحمون الصغير ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب..).
وفقنا الله وإياكم أيها الأحبة الى المزيد من التأسي بحبيبنا سيد الرسل في جميع حركاته وسكناته – صلى الله عليه وآله – اللهم آمين.
والى لقاء آخر من برنامجكم (الأسوة الحسنة) دمتم سالمين والحمد لله رب العالمين.