السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم في أولى حلقات هذا البرنامج الذي نفتح قلوبنا وعقولنا في كل حلقة منه على أحد خصال صاحب الخلق العظيم حبيبنا سيد الكائنات الهادي المختار – صلوات ربي عليه وآله الأطهار -.
والهدف هو أن نلبي دعوة ربنا الكريم تبارك وتعالى للمزيد من التأسي بحبيبه المصطفى – صلى الله عليه وآله – حيث قال في الآية الحادية والعشرين من سورة الأحزاب: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً"
إذن فالتأسي به – صلى الله عليه وآله – هو علامة صدق الإيمان ومفتاح العروج الى أسمى الكمالات والقرب من الله وأعلى مراتب الفلاح والسعادة.
أيها الأكارم، قال العلامة الطباطبائي – رضوان الله عليه – في بيان معنى الآية المتقدمة من تفسيره (الميزان) ما ملخصه:
(الأسوة هي القدوة أي الإقتداء والإتباع، والأسوة التي مورد رسول الله هي تأسيهم به واتباعهم له – صلى الله عليه وآله – والتعبير بقوله "لقد كان لكم" الدال على الإستقرار والإستمرار في الماضي إشارة الى كون التأسي به تكليفاً ثابتاً مستمراً..).
ثم قال العلامة الطباطبائي – رضوان الله عليه – في بيان أهمية التأسي به – صلى الله عليه وآله – وبركاته:
(.. وقوله سبحانه وتعالى "لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً" بدل من ضمير الخطاب في قوله "لقد كان لكم" للدلالة على أن التأسي برسول الله – صلى الله عليه وآله – خصلة جميلة زاكية لا يتصف بها كل من تسمى بالإيمان وإنما يتصف بها جمع ممن تلبس بحقيقة الإيمان فكان يرجو الله واليوم الآخر أي تعلق قلبه بالله فآمن به وتعلق قلبه باليوم الآخر فعمل صالحاً، ومع ذلك ذكر الله كثيراً فكان لا يغفل عن ربه فتأسى بالنبي في أفعاله وأقواله - صلى الله عليه وآله -).
أيها الأطائب، نعزز معاً أصول عبودية الشاكرين لنعماء الله المتقربين إليه تبارك وتعالى بطلب الخير لخلقه، ونحن نتأسى بحبيبنا رسول الله – صلى الله عليه وآله – في سنته التالية المروية في كتاب الكافي حيث قال الراوي:
(كان رسول الله – صلى الله عليه وآله – إذا وضعت المائدة بين يديه – وكان طعامه أكثر الطعام بساطة – قال: سبحانك اللهم ما أحسن ما ابتلينا به، سبحانك ما أكثر ما تعطينا، سبحانك ما أكثر ما تعافينا، اللهم أوسع علينا وعلى فقراء المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات).
نشكر لكم، مستمعينا الأكارم، كرم المتابعة لهذا اللقاء مع عبير الأخلاق المحمدية والسنن النبوية في برنامج (الأسوة الحسنة)، تقبل الله منكم جميل التأسي بحبيبه المصطفى ودمتم في رعايته سالمين.