سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات وأهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج، نستنير فيها ببعض الآيات الكريمة التي تحذرنا من أحد العوامل المهمة التي تسلب الإنسان الحياة الطيبة، وهو عدم الإستفادة من نعم الله والطيبات من الرزق، تابعونا على بركة الله.
قال الله الرحيم الحكيم في الآيتين ۳۱و۳۲ من سورة الأعراف؛
"يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ{۳۱} قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ{۳۲}"
وقال الله أصدق القائلين في الآيتين ۸۱و۸۲ من سورة طه:
"كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى{۸۱} وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى{۸۲}"
أيها الأفاضل، إن الإنسان محب بفطرته للجمال والزينة، وفي زينته الظاهرية عون له على إستكمال زينته الباطنية من خلال تذكيره بلطف الزينة، هذا أولاً وثانياً فإن من أهم وسائل معرفة الله ومحبته هو الإستشعار الوجداني الملموس بلذة نعمه، وهذا ما تهيئه له الإستفادة الصحيحة المنزهة عن الإسراف والطغيان من النعم والطيبات من الرزق التي أخرجها لعباده وجعلها تذكرة لنعم الآخرة التي لا نفاد لها.
ولذلك فإن مما يقوي رغبة النفس في العبادة والعمل الصالح التنعم السليم بهذه الطيبات والتورع عن حرمان النفس منها فهذا مما لا يرضاه الله لعباده.
وقال الله الرؤوف الرحيم في الآية ٥۱ من سورة المؤمنون:
"يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"
والخطاب هنا أيها الأفاضل هو للرسل وهم – عليهم السلام – خيرة عباد الله تبارك وتعالى، وبهداه أمرنا أن نقتدي، فنتخذ من التنعم بالطيبات من الرزق وسيلة نستقوي بها على العمل الصالح، فيصير هذا التنعم بحد ذاته عبادة لله واستجابة لأمره تبارك وتعالى.
وفقنا الله وإياكم للعمل بجميع الأوامر الإلهية ببركة الإقتداء بمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.. اللهم آمين.
وشكراً لكم أيها الأكارم كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامج (آيات ناطقة) تقبل الله أعمالكم وفي أمان الله.