السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نتابع فيها التعرف إلى وسائل كسب وحفظ الحياة الطيبة الكريمة من خلال إستنطاق الآيات المبينة لصفات عباد الرحمن في خاتمة سورة الفرقان، تابعونا على بركة الله.
قال الله تبارك وتعالى في الآيات ۷۰ إلى ۷۳ من سورة الفرقان المباركة ضمن ذكره صفات (عباد الرحمان المخلصين):
"إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً{۷۰} وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً{۷۱} وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً{۷۲} وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً{۷۳}"
مستمعينا الأفاضل، نستفيد من النص القرآني المتقدم عظيم بركة توبة الإنسان وإنابته إلى الله جل جلاله إذا اقترنت بالعمل الصالح كأن يقوم الإنسان بإعطاء صدقة أو فعل معروف وغير ذلك ككفارة عن ذنبه؛ ففي هذه الحالة يفوز التائب بمرتبة أسمى هي مرتبة الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات.
وهذه المرتبة أعلى من مرتبة المغفرة العادية فلا يقتصر الأمر على إزالة الآثار التكوينية للذنب، بل تبديلها بالإتجاه المعاكس فتصير حسنات له بعد أن كانت سيئات، وهذا من أسمى المكرمات الإلهية.
أيها الإخوة والأخوات، كما أن من عوامل الفوز بالحياة الطيبة الإعراض عن الزور واللغو وكل ما لا ينفع وفي المقابل الإقبال على تفكر المؤمن في آيات الله في الآفاق والأنفس، أي في آثار قدرة الله ورحمته وحكمته وحسن تدبيره فيما يرتبط بنفسه وبالآخرين، ففي ذلك مضاعفة لإيمانه وارتباطه بالله عزوجل، وهذا هو حال عباد الرحمن المخلصين الذي يحوطهم الله عزوجل برعايته في الدنيا وينزلهم أعلى منازل المقربين في الآخرة.. جعلنا الله وإياكم منهم ببركة التوسل إليه بصفوته المنتجبين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
تقبل الله منكم أيها الأكارم كرم الإستماع لحلقة اليوم من برنامج (آيات ناطقة)... في أمان الله.