سلام من الله عليكم مستمعينا الأطياب ورحمة من الله العزيز الوهاب..
أهلاً بكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج، نتعرف فيها على عوامل أخرى من عوامل الفوز بالحياة الطيبة الكريمة وحفظها من خلال إستنطاق الآيات الأخيرة من سورة الفرقان وما ذكره الله تبارك وتعالى من جميل صفات (عباد الرحمن) ومنها التواضع لله ولخلقه، تابعونا مشكورين.
قال الله الرحمان الرحيم في الآيات ٦۳ إلى ٦٦ من سورة الفرقان:
"وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً{٦۳} وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً{٦٤} وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً{٦٥} إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً{٦٦}"
المشي على الأرض هوناً تعبير بليغ عن شدة تواضع عباد الرحمان واجتنابهم الإستكبار والعلو في الأرض، وهذا الإستكبار هو أهم أسباب العلو والإفساد في الأرض وبالتالي تدمير الحياة الطيبة على الصعيد الفردي والإجتماعي.
وعباد الرحمان يغفرون إساءات الجاهلين، أي الذين تصدر إساءاتهم عن جهل، فهم لا يردون عليها بعنف، لأن في ذلك مضاعفة لسيئاتها، بل يردون عليها بالسلام أي بالإعلان عن أنهم لن يواجهوا سيئات الجاهلين بمثلها بل عنها ويصفحوا، ومعلوم أن العفو والصفح من أهم عوامل تطويق آثار الأخطاء والإساءات ومنعها من إثارة البغضاء والشحناء بين المسلمين وبذلك فهما من عوامل حفظ سلامة الحياة الإجتماعية من الأمراض المدمرة.
مستمعينا الأطائب، وإلى جانب هذا التواضع والعفو والصفح في التعامل مع خلق الله، فإن عباد الرحمان يستكملون عوامل حفظ الحياة الطيبة من خلال جميل تواضعهم لله عزوجل والإقبال على دعائه وعبادته والإستعاذة به تبارك وتعالى من كل ما يوقع الإنسان في العذاب الأخروي... أعاذنا الله وإياكم منه أعزاءنا ببركة التمسك بحبل الله المتين كتابه المجيد وأهل بيت نبيه الأكرم صلوات الله عليهم أجمعين.
وإلى لقاء آخر من برنامج (آيات ناطقة) دمتم بكل خير.