السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، تحية مباركة طيبة ندعوكم بها لأن تكونوا معنا في وقفة قصيرة مع آي الذكر الحكيم وهي تهدينا إلى أحد العوامل المهمة لحفظ الحياة الطيبة الكريمة، إنه عامل عدم السماح لمشاغل الحياة بإغفال الإنسان عن ذكر الله.
قال الله جل جلاله في الآيتين ۳٦ الى ۳۸ من سورة النور وبعد آية النور المباركة: "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ {۳٦} رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ{۳۷} لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ{۳۸}"
أيها الأطائب، هذه الآيات تشير إلى أن من عباد الله طائفة يخصهم تبارك وتعالى بمجازاتهم بأحسن ما عملوا أي أن يكون جزتؤهم الكريم متناسباً في كل مجال مع أحسن ما عملوه، وإضافة لذلك يزيدهم من فضله، فما الذي يؤهل هؤلاء للفوز بهذا الإكرام الخاص؟
هذا ما تجيب عنه الآيات المتقدمة، فهؤلاء الذين يعاملهم الله بهذا الإكرام الخاص هم الذين يقومون بالكسب والتجارة والبيع والشراء وسائر الأعمال المماثلة ولكن دون أن يسمحوا لها بأن تلهيهم عن ذكر الله، أي أنهم يذكرون الله عزوجل على كل حال.
ونستمع معاً أيها الأكارم الى الآيات ۹ الى ۱۱ من سورة المنافقون:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ{۹} وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ{۱۰} وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ{۱۱}"
إذن، فمثلما يحفظ ذكر الله على كل حال للإنسان الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة وجميل تكريمه له، فإن الخسران المبين هو نصيب الذين تلهيهم الأموال والأولاد عن ذكر الله عزوجل والعمل بأوامره مثل الإنفاق فيحين أجله دون أن يتمكن من القيام بما يعمر به حياته الأخروية الخالدة كما أن الغفلة عن ذكر الله يسلبه السكينة ويوقعه في شباب القلق والإضطراب والحرمان بالتالي من الحياة الطيبة.
وختاماً نشكر لكم أيها الأطياب طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (آيات ناطقة) دمتم بكل خير.