سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات، وأهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نستهدي فيها بالآيات الكريمة المبينة لأحد أهم العوامل التي تحفظ الحياة الطيبة الكريمة وهو عامل (المبادرة للتوبة عند الوقوع في الأخطاء) وهذا ما تنطق بها عديد من الآيات الكريمة نستنطق بعضها بعد قليل فكونوا معنا.
نصغي معاً أيها الأطائب للآيات ۱۳۳ إلى ۱۳٦ من سورة آل عمران حيث يقول الله أصدق القائلين: "وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ{۱۳۳} الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{۱۳٤} وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{۱۳٥} أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ{۱۳٦}"
أيها الأكارم، إن الوقوع في الأخطاء بمعناها العام أمر طبيعي في الإنسان سواء كانت من المعاصي والسيئات أو لم تكن، فهي جميعاً تنغص على كل إنسان الحياة الطيبة، والإصرار عليها يعني أن يحرم الإنسان متعمداً بالكامل هذه المرة نفسه من طيب الحياة، لذلك فالمبادرة إلى التوبة يقتضيه العقل السليم قبل الشرع لأنه وسيلة لحفظ سلامه وطيب حياة الإنسان.
ومن عظيم رحمة الله بعباده أنه فتح أبواب التوبة من الأخطاء والمعاصي واسعة ووعدهم بالمغفرة وإزالة آثار المعاصي كاملة بل وإثابة التائبين إليه على توبتهم فضلاً عن قبولها، إذ نلاحظ أن النص القرآني المتقدم يعد المستغفرين الذين لم يصروا على الذنب والخطأ بأمرين المغفرة من الله وجنات تجري من تحتها الأنهار.
والمغفرة تشتمل على إزالة آثار الذنوب والأخطاء في الحياة الدنيا فتطيب للإنسان وتقترن بطمأنينة القلوب، وذكر الجنات الأخروية يشير إلى طيب الحياة الخالدة في الآخرة وسعادتها.
وإلى هنا ننهي حلقة أخرى من برنامج (آيات ناطقة)، نشكر لكم أيها الأكارم كرم المتابعة ودمتم في رعاية الله آمنين.