السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج لنا فيه وقفة قصيرة أخرى عند الآيات الأخيرة من سورة الفرقان حيث يثني فيها الله عزوجل على طائفة متميزة من عباده يكرمهم بوصف (عباد الرحمان) ويذكر صفاتهم التي تهدينا في الواقع إلى أهم عوامل الفوز بالحياة الطيبة وحفظها، وهذا ما تناولناه في حلقات سابقة من هذا البرنامج نلخص دلالاتها هنا ونذكر خاتمة هذه الآيات المباركة.. فكونوا معنا.
أيها الأفاضل، من التدبر في هذه الآيات نفهم أن أهم ما يحفظ للإنسان والمجتمع الإنساني الحياة الطيبة الكريمة ويزيد بركاتها؛ هو التواضع لخلق الله والتعامل معهم بالعفو والصفح واجتناب الإستكبار في الأرض.
وكذلك التزام التوازن والإعتدال في جميع الشؤون الحياتية واجتناب الإفراط والتفريط حتى في الإنفاق.
ثم اجتناب الظلم بكافة مصاديق وخاصة ما فيه سفك دم محترم، واجتناب المفاسد الأخلاقية التي تنخر في روح الإنسان وسلامة المجتمع.
أما مع الله عزوجل فعباد الرحمان يلتزمون التواضع له والإخلاص في عبادته وقرن التوبة إليه بالعمل الصالح فيبدل الله سيئاهم حسنات.
ويقول الله أرحم الراحمين في الآيات ۷٤ إلى ۷۷ من سورة الفرقان:
"وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً{۷٤} أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً{۷٥} خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً{۷٦} قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً{۷۷}"
هذه الآية الكريمة مستمعينا الأكارم جاءت في ختام الآيات التي تبين صفات (عباد الرحمن) وهي تشير إلى جميل عاقبتهم مع التأكيد على التنبيه إلى الآثار الطبيعية للإرتباط بالله عزوجل من خلال الدعاء سواء البركات الأخروية منها حيث المنازل التي حسنت مستقراً ومقاما، أو الدنيوية حيث أن الدعاء هو وسيلة الفوز بالعناية الإلهية الخاصة لأن الله إنما يعبأ بالخلق بدعائهم، كما تصرح بذلك الآية الأخيرة وهي تشير إلى أن الإعراض عن الدعاء هو من مصاديق التكذيب لله أعاذنا الله منه ببركة التوسل إليه بسادة عباده الصالحين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
ختاماً تقبلوا منا أيها الأطائب جزيل الشكر على طيب الإصغاء للقاء اليوم من برنامج (آيات ناطقة) دمتم بألف خير.