البث المباشر

لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ

الأربعاء 22 مايو 2019 - 15:20 بتوقيت طهران

السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، أطيب تحية نحييكم بها ونحن نلتقيكم بفضل الله في لقاء اليوم من هذا البرنامج ونحن نستنطق آيات الذكر الحكيم وهي تهدينا إلى العوامل التي تحقق للإنسان والمجتمع البشري الحياة الطيبة الكريمة وتحفظها لهما.
ومن هذه الآيات – أيها الأفاضل – تلك التي تثبت للإنسان والمجتمع الإنساني حق تقرير المصير، فقد أكرم الله عزوجل الإنسان بأن جعل له هذا الحق بعد أن هداه إلى معرفة صراط النجاة وسبل الغواية، نستنير في هذه الدقائق بعض الآيات الناطقة بذلك، فابقوا معنا مشكورين.
قال الله أكرم الأكرمين في الآيتين السادسة والسابعة بعد الخمسين والمئتين من سورة البقرة: "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{۲٥٦} اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{۲٥۷}"
وكما تلاحظون مستمعينا الأفاضل، فإن هاتين الآيتين الكريمتين تنطقان بكل وضوح بحقيقة أن لا إكراه في التدين بعد إتضاح الرشد والصلاح وما فيه خير الإنسان وسعادته في الإيمان بالله من جهة ومن جهة ثانية إتضاح الغي والإنحراف في اتباع الطاغوت، فالأول هو صراط النور والفوز بالنصرة الإلهية والثاني هو سبيل الشقاء والحرمان من الحياة الطيبة والعون الإلهي، فالإنسان مخير في اختيار أي النجدين شاء دون إكراه.
وهذا ما تؤكده آيات أخرى على صعيد الأمم نختار بعضها فكونوا معنا.
قال الله أصدق القائلين في الآيتين ۹۸ و۹۹ من سورة يونس:
"فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ{۹۸} وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ{۹۹}"
إذن، مستمعينا الأفاضل، فحق إختيار المصير يصدق على الصعيد الإجتماعي أيضاً، ومسؤولية أولياء الله هي دعوة الناس إلى الحق لا إكراه الناس على الإيمان، فقد جرت سنة الله على تربية الأمم من خلال الإختيار الذاتي للصراط المستقيم ونهج الهدى لكي تحصل على ثواب هذا الإختيار وبركاته.
وختاماً تقبلوا منا – أيها الأكارم – جزيل الشكر على كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامج (آيات ناطقة) دمتم بكل ما تحبون وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة