السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، أطيب تحية نهديها لكم مقرونة بخالص الدعوات في الإستزادة من بركات كتاب الله المجيد.
معكم في هذه الحلقة من البرنامج ونحن نستنطق الآيات الكريمة التي تبين لنا عوامل الفوز بالحياة الطيبة الكريمة وعوامل حفظها.
ومن هذه العوامل أعزاءنا (شكر الله على نعمائه) وقد هدتنا إليه كثير من الآيات الكريمة نستنير ببعضها، فكونوا معنا.
قال الله عزوجل في الآية السابعة من سورة إبراهيم:
"وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ".
وكما تلاحظون أيها الإخوة والأخوات فإن الآية الكريمة تنطق بإحدى السنن الإلهية في تدبير شؤون العباد وهدايتهم إلى ما فيه صلاحهم في الدنيا والآخرة، هذه السنة الإلهية تحكم بأن شكر الإنسان للنعم الإلهية سبب لزيادتها ونمائها، الأمر الذي يضاعف بهاء الحياة الطيبة الكريمة وسعادتها بازدياد النعم.
وفي المقابل فإن كفران النعم سبب للتعرض للعذاب الشديد الذي يعني الحرمان من الحياة الطيبة.
والآيات الكريمة تصرح، مستمعينا الأكارم، بأن شكر النعمة سبب لحفظ الحياة الطيبة الكريمة في حالة وقوع أخطاء تهدد تبعاتها بزوالها، فإذا تاب الإنسان من تلك الأخطاء وشكر الله على نعمائه، دفع الله عنه عذاب تلك التبعات، قال الله أصدق القائلين في الآيات ۱٤٥ إلى ۱٤۷ من سورة النساء: "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً{۱٤٥} إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً{۱٤٦} مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً{۱٤۷}"
وواضح أيها الأكارم من هذه الآيات الكريمة أن الله عزوجل يدفع بفضله العذاب عن المخطئين التائبين ولو كانوا قد ارتكبوا أعظم الذنوب وهو النفاق ثم أصلحوا وشكروا، فيشكرهم بالمزيد من التوفيق للإصلاح والصلاح.
ويبقى أن نشير هنا إلى أن معنى الشكر يصدق على الشكر اللساني والتحميد لله والإقرار القلبي بأنه عزوجل هو عظيم الإنعام والإحسان وإنه مصدر كل نعمة، ثم الإستفادة السليمة من النعم الإلهية طبق ما أمر به تبارك وتعالى وإلى لقاء آخر من برنامج (آيات ناطقة) دمتم بألف خير.