البث المباشر

التنسيق بين المؤمنين في الامر بالمعروف

الأربعاء 22 مايو 2019 - 14:50 بتوقيت طهران

السلام عليكم مستمعينا الأطائب، معكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج ووقفة قصيرة في رحاب الآيات القرآنية الناطقة، بحقائق الهداية إلى الحياة الطيبة الضامنة لسعادة الدنيا والآخرة والمبينة لعوامل ضمانها، ومنها فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ وقد أمرت بها عديد من الآيات الكريمة ومدحت القائمين بها واعتبرتهم أبرز مصاديق (خير أمة أخرجت للناس) تابعونا على بركة الله.
قال الله تبارك وتعالى في الآية ۷۱ من سورة براءة أو التوبة:
"وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"
ونتدبر معاً أيها الأعزاء في قول أصدق القائلين في الآية ٤۱ من سورة الحج: "الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ"
إذن فالقيام بهذه الفريضة الإلهية هو من صفات المؤمنين الصادقين أولاً وثانياً فهو علامة صدق وفائهم لله عزوجل عندما يمكنهم في الأرض عندما يصير إليهم الحكم وينصرهم الله على أعدائهم، فهم يندفعون ليس في تحقيق طموحاتهم الشخصية، بل العمل بما أراده الله عزوجل من بسط العدل وإزالة الظلم والجور بجميع أشكاله لكي يأمن العباد وتعمر البلاد.
وتهدينا الآيات الكريمة إلى ضرورة التنسيق بين المؤمنين في أداء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعطي ثمارها الطيبة للناس كافة، قال عزوجل في الآيتين ۱۰٤و۱۰٥ من سورة آل عمران:
"وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{۱۰٤} وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ{۱۰٥}"
إن المصالح الشخصية والتحرك باتجاهها يؤدي إلى التفرق والإختلاف والإبتعاد بالتالي عن الإرتباط بالله عزوجل، وهذا هو السبب المحوري للشقاء والعذاب العظيم، في حين أن الإجتماع حول الأمر بالمعروف الإلهي وليس الشخصي هو محور الإعتصام بحبل الله.
وها نحن نصل أيها الأحبة إلى ختام حلقة أخرى من برنامج (آيات ناطقة) شكراً على جميل الإصغاء ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة