البث المباشر

توفير الأمن القضائي للناس

الأربعاء 22 مايو 2019 - 14:42 بتوقيت طهران

السلام عليكم أيها الأكارم ورحمة الله وبركاته.. أهلاً بكم، معكم في رحاب كتاب الله العزيز وحلقة أخرى من هذا البرنامج نتابع فيها إستنطاق الآيات الكريمة التي تهدينا لسبيل حفظ الحياة الكريمة الطيبة، ومنها توفير الأمن القضائي للناس، وقد نطقت به عديد من الآيات الكريمة، نتناول بعضها في هذا اللقاء، فتابعونا على بركة الله.
نتدبر أولاً في قول الله عزوجل في الآيتين ۱۷۸ و ۱۷۹ من سورة البقرة حيث يقول:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ{۱۷۸} وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{۱۷۹}"
القصاص هو وسيلة لحفظ الحياة وفيه حياة للناس لأنه يحفظ سلامة الحياة الإجتماعية، فإذا لم يجد المعتدي من يردعه عن الجريمة والعدوان وإذا لم يجد القوي من يقتص منه لظلمه الضعيف، فإن ذلك يعني إنهيار الأمن في المجتمع.
ولذلك فإن حفظ الحياة الحقة يستلزم تحكيم هذا الأصل على الصعيد الفردي والإجتماعي مع ملاحظة أن القرآن الكريم فتح باب العفو.
وإلى جانب إقرار أصلي القصاص والعفو، فإن الآيات الكريمة تثبت أصلاً ثالثاً هو الإلتزام بأصل العدل في القصاص، فلا يتجاوز حدود الجريمة، قال الله تبارك وتعالى في الآية الكريمة ٤٥ من سورة المائدة:
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.
وقد روي في سيرة أمير المؤمنين – عليه السلام – أنه قضى على أحد الأشخاص بحد أوجبته جنايته فأخطأ قنبر في جلده وزاده ثلاث جلدات، فأمر الإمام علي – عليه السلام – المحدود أن يقتص من قنبر الجلدات الثلاث التي زادها خطأً.
ونقرأ أيها الأحبة في الآية الثامنة من سورة المائدة قول الله أعدل العادلين:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ".
إذن فالقصاص الذي يكون به قوام الحياة الطيبة هو الذي يقترن بمحض العدل ولا تؤثر عليه المشاعر الشخصية أو مشاعر الكره.
كنتم أيها الأعزاء معنا في حلقة اليوم من برنامج (آيات ناطقة) نشكركم على كرم المتابعة ودمتم سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة