سلام من الله عليكم أيها الأطائب ورحمة الله وبركاته.. تحية طيبة وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأكارم لقد أقر الله عزوجل المساواة بين جميع خلقه شعوباً وقبائل، ذكوراً وإناثا، وجعل التفاضل بينهم بالتقوى فأكرمهم أتقاهم عند الله دون أن تكون له خصوصيات مادية تجعل له حقاً في الإستئثار بنعم الله من دون الناس، فالناس جميعاً متساوون في حق الإستفادة من النعم الإلهية، وهذا ما تنطق به عديد من الآيات الكريمة إستنرنا ببعضها في حلقات سابقة، ونستنير هنا بآيات أخرى تنطق بالمساواة في حق الإستفادة من النعم الإلهية، تابعونا على بركة الله.
قال الله أرحم الراحمين في الآيتين ۱٤۱و۱٤۲ من سورة الأنعام:
"وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ{۱٤۱} وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ{۱٤۲}"
أيها الإخوة والأخوات، هذا النص القرآني ينطق بالدعوة إلى الإستفادة من أشكال النعم الإلهية في خطاب عام يشمل الجميع لا يقيده بغير قيد إجتناب الإسراف وأداء الحقوق الشرعية في هذه النعم كالزكاة التي بها إغناء الفقراء والضعفاء، ومن أمثال هذه الآيات الكريمة جاءت سنة النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – في التسوية في العطاء بين جميع المسلمين، وتابعه على ذلك الوصي المرتضى الإمام علي – عليه السلام – الذي كان يساوي بين نفسه وغلامه في العطاء وبين القرشي وسائر العرب وجميع العرب مع سائر الأعاجم ومن أصحاب السابقة في الإسلام وغيرهم.
مستمعينا الأفاضل، ونقرأ في الآيتين ۸۷و۸۸ من سورة المائدة قول الله أصدق القائلين تبارك وتعالى؛
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ{۸۷} وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ{۸۸}"
ونظائر هذه الآيات الكريمة تنطق بالدعوة إلى حسن الإستفادة من هذه النعم الإلهية أي أن تكون إستفادة طيبة كأكل الحلال الطيب منزهة عن الخبائث أي الإستفادة المضرة وغير الصحيحة من النعم الإلهية، والتي لا يكون فيها عدوان على حقوق الآخرين، والعمل بهذا الأصل من أهم العوامل التي تنقذ المجتمع من النزاعات المدمرة وهي نزعات منشؤها الإستفادة غير المشروعة من النعم الإلهية والتجاوز على حقوق الآخرين فيها قد جعلها الله للناس جميعاً.
إنتهى أحباءنا الوقت المخصص للقاء اليوم من برنامج (آيات ناطقة) نشكر لكم طيب المتابعة وفي أمان الله.