السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته، معكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج نواصل فيها إستنطاق آيات القرآن الكريم للتعرف على العوامل التي من شأنها حفظ الحياة الكريمة الطيبة للفرد وتبعد المجتمع الإسلامي عن التشتت والشقاء.
وفي هذا اللقاء نستهدي بطائفة من الآيات الكريمة الداعية إلى عامل إشاعة روح العفو والتسامح لتطويق الإختلاف وعدم السماح بتوسيع دائرة الأخطاء.. تابعونا على بركة الله.
قال الله تبارك وتعالى في الآيات ۱۹۹ إلى ۲۰۱ من سورة الأعراف:
"خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ{۱۹۹} وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{۲۰۰} إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ{۲۰۱}"
وكما تلاحظون، مستمعينا الأفاضل، فإن هذه الآيات الكريمة تنطق بالدعوة إلى الأخذ بالعفو والتسامح والإعراض عن إساءات الجاهلين لكي لا يسمح للشيطان بأن ينزع بين المؤمنين ويثير بينهم العداوة والبغضاء، فتواجه نزعاته بالإستعاذة والعفو كما فعل النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – مع إساءات قريش حيث كرر عند فتح مكة قول يوسف النبي – عليه السلام – لإخوانه المحكي عنه في قول الله عزوجل في الآية ۹۲ من سورة يوسف: "قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين".
ونقرأ في الآيتين ۱٤۸ و ۱٤۹ من سورة النساء قوله عزوجل:
"لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً{۱٤۸} إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً{۱٤۹}"
ونتدبر قوله سبحانه في الآيات ۳٤ إلى ۳٦ من سورة (فصلت):
"وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ{۳٤} وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ{۳٥} وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{۳٦}"
وختاماً تقبلوا منا جزيل الشكر لكم أيها الأكارم على كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (آيات ناطقة) تقبل الله أعمالكم ودمتم بألف خير.