سلام من الله عليكم أيها الأكارم ورحمة منه وبركات،
إقرار حاكمية التوحيد والإعتصام بحبل الله عزوجل هو من العامل الأساس الذي يحفظ للمجمتع الإسلامي الحياة الطيبة الكريمة، هذا ما تنطق به آيات الذكر الحكيم ولها الكلمة الفصل، كما سنرى في لقاء اليوم من هذا البرنامج، فكونوا معنا.
قال الله تبارك وتعالى في الآيتين ۱۰۲ و ۱۰۳ من سورة آل عمران:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ{۱۰۲} وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ{۱۰۳}"
وكما تلاحظون، مستمعينا الأفاضل، فإن هذا النص القرآني يشير إلى التقوى والإستقامة على الإسلام تقتضي الإعتصام بحبل الله وهذا الإعتصام بحبل الله يستلزم التحاكم إلى الله عزوجل والتسليم لحكمه كما تنطق بذلك آيات أخرى تأتيكم بعد قليل.
قال الله عزوجل في الآية ٥۹ من سورة النساء:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً".
وقال تبارك وتعالى في الآية ۸۳ من السورة نفسها:
"وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً".
وواضح من هاتين الآيتين الكريمتين أن الإعتصام بحبل الله عزوجل يتحقق بأمرين؛ الأول هو طاعة الله المتمثلة بطاعة رسوله وأولي الأمر أي الأئمة المعصومين كما هو ثابت وواضح من قرن طاعتهم بصورة مطلقة بطاعته – صلى الله عليه وآله – الأمر الذي يفيد تحليهم بعصمة من سنخ عصمته.
أما الأمر الثاني الذي يتحقق به الإعتصام بحبل الله تبارك وتعالى، فهو التحاكم إلى الله ورسوله وأولي الأمر، في أي تنازع واختلاف بأي شأن من الشؤون العلمية والعملية والرضا بما يحكمون به.
والتوفيق لهذا الأمر هو من فضل الله عزوجل لأن التحاكم إلى الله وأوليائه – عليهم السلام – وبالتالي الإعتصام بحبله تبارك وتعالى هو سبيل النجاة من إتباع الشيطان والسقوط بالتالي في مهاوي الشقاء، أجارنا الله وإياكم منها ببركة التمسك بولاية محمد وآله الطاهرين وهم حبل الله المتين صلوات الله عليهم أجمعين.
وإلى لقاء آخر من برنامج (آيات ناطقة) دمتم في رعاية الله سالمين.