السلام عليكم مستمعينا الأطائب، وطابت أوقاتكم بكل خير، وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأكارم، نستنطق في هذا اللقاء، طائفة من الآيات الكريمة المتحدثة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كإحدى أهم وسائل حفظ الحياة الكريمة الطيبة في المجتمعات الإسلامية، فنبدأ بقوله عزوجل في الآية ۱۰٤ من سورة آل عمران؛ "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".
وأول ما تخبرنا به هذه الآية الكريمة هو تقديم الدعوة إلى الخير على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي ذلك إشعار لطيف بأن أداء هذه الفريضة ينبغي أن يكون من قبل مجموعة قادرة على العمل بشروطها، هذا أولاً وثانياً ينبغي أداؤها بصورة لطيفة يدرك معها الناس ومن يؤمرون بالمعروف وينهون عن المنكر أن في ذلك خيرهم وصلاحهم وصلاح المجتمع لأنه من مصاديق الدعوة للخير.
ومن سورة آل عمران أيضاً نقرأ في الآية ۱۱۰ من سورة آل عمران قوله تبارك وتعالى: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ"...الخ
مستمعينا الأفاضل، الآية المتقدمة تنطق بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقترناً بصدق الإيمان بالله عزوجل هو الصفة الأبرز لخير أمة أخرجت للناس أي الطائفة الخاصة من الناس التي تقوم بهذه المهمة داعية للخير وبالشروط التي أشرنا إليها آنفاً، وقد صرحت الآيات الكريمة بأن هذه الطائفة الخاصة هم أهل الإيمان الصادق وهذا ما تشير إليه آيات أخرى تأتيكم بعد قليل فأبقوا معنا.
قال الله جل جلاله في الآيتين ۱۱۱و۱۱۲ من سورة براءة:
"إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{۱۱۱} التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ{۱۱۲}"
وواضح من هذا النص القرآني المبارك أن المجاهدين الصادقين الذين يجمعون بين جميل الخضوع لله عزوجل والروحانية الشفافة وحفظ الحدود الإلهية وبين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هم خير أمة أخرجت للناس لأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وقد صرحت الأحاديث الشريفة أن المصداق الأسمى لهم هم أئمة العترة المحمدية – صلوات الله عليهم أجمعين.
وختاماً نشكر لكم - أيها الأكارم – كرم الإستماع لحلقة اليوم من برنامج (آيات ناطقة) .. دمتم بكل خير.