السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في لقاء اليوم مع الآيات الناطقة بالهدى الإلهي، نستنطق منها ما يبين لنا سبل حفظ الحياة الطيبة الكريمة.. ومن غرر هذه الآيات، الآية التسعون من سورة النحل، حيث يقول الله تبارك وتعالى:
"إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"
هذه الآية الكريمة تنطق أيها الأحبة بأن سيد السبل الكفيلة بحفظ الحياة الطيبة للفرد والمجمتع الإنسان هو إقرار العدل الإلهي وقد تحدثنا عنه في حلقة سابقة، أما العمل الثاني فهو (الإحسان) الذي يأمرنا به الله عزوجل؛ فما المقصود منه؟
الإحسان، مستمعينا الأطائب، يصدق على إتقان العمل وإنجازه بالصورة المطلوبة والفضلى كما يشير لذلك حديث النبي المصطفى – صلى الله عليه وآله - : "رحم الله من عمل عملاً فأتقنه".
كما أن مفهوم الإحسان يصدق على التفضل خارج دائرة الواجب فيشمل جميع أعمال الخير وإعطاء الإنسان ما لا يوجبه عليه العدل للآخرين.
وهذا العامل يحفظ الحياة الطيبة الكريمة من خلال إشاعة أجواء المودة والمحبة إذ أن الإحسان بطبيعته يؤلف القلوب ويحبب المحسن للناس ولله عزوجل فهو تبارك وتعالى يحب المحسنين كما وصف نفسه في آيات ناطقة كثيرة.
أيها الأكارم، وفي شطرها الثاني تنطق الآية الكريمة المتقدمة ببيان حقيقة أن حفظ الحياة الكريمة يستلزم التصدي والنهي عن العوامل التي تنغص الحياة الطيبة وهي: الفحشاء والمنكر والبغي؛ فالفحشاء تشير إلى المفاسد الأخلاقية التي تنخر في الكيان الإجتماعي ككل وتسلبه السعادة وتزيد من أشكال الأمراض وتسوقه إلى الإنهيار. والمنكر هو كل ما تنكره القيم الإلهية السامية والقيم الإنسانية السليمة. والبغي هو العدوان والتجاوز على حقوق الآخرين.
وختاماً نشكر لكم، مستمعينا الأطائب، طيب المتابعة لهذه الحلقة.. والحلقة القادمة بإذن الله من برنامجكم (آيات ناطقة) تقبل الله أعمالكم ودمتم بألف خير.