سلام من الله عليكم إخوتنا الكرام ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم في هذا اللقاء من برنامج (آيات ناطقة) نسعى فيه للعمل بما أوصانا به أهل بيت الرحمة المحمدية – عليهم السلام – من إستنطاق آيات القرآن الكريم للحصول على هدايته في جميع شؤون حياتنا.
ومن آيات الذكر الحكيم ما يهدينا إلى سبل حفظ الحياة الطيبة للفرد والمجتمع الإسلامي، نستنطق في هذا اللقاء.. فتابعونا مشكورين.
قال الله تبارك وتعالى في الآية الخامسة والعشرين من سورة الحديد؛
"لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ"... صدق الله العلي العظيم.
وكما تلاحظون، مستمعينا الأفاضل، فإن هذه الآية الكريمة تنطق بأن الله عزوجل إنما بعث رسله – عليهم السلام – لكي تكون حركة الناس في جميع شؤونهم على أساس القسط والعدل، وأنزل معهم الكتاب والميزان، أي جهز الناس بكل ما يحتاجون من قوانين العدل والقسط، كما أنزل الحديد أي القوة الرادعة التي تمنع الظالمين من الظلم والتجواز على حقوق الآخرين، حيث يجاهدون في سبيل الله ونصرة له عزوجل وللمستضعفين من عباده.
أيها الإخوة والأخوات، إن إقرار العدل الإلهي هو الذي يضمن سعادة المجتمع البشري بكل فئاته ويحميه من الإنهيار من الشقاء، فهو ينجي المظلوم من ضياع حقوقه وينجي الظالم من تبعات ظلمه النفسية كالقلق والإضطراب والمادية كالعقاب الدنيوي والأخروي، بل ونزول العذاب الإلهي، وهذا ما تنطق به كثير من الآيات الكريمة نظير قوله عزوجل في الآية ٤٥ من سورة الحج: فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ.
وهذا ما تنطق به الآيات ۱۱ إلى ۱٥ من سورة الأنبياء:
"وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ{۱۱} فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ{۱۲} لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ{۱۳} قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ{۱٤} فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ{۱٥}"
وقد جاء في الأقوال المأثورة أن الملك قد يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم أعاذنا الله وإياكم منه.
إذن، مستمعينا الأفاضل، نخلص في لقاء اليوم من برنامج (آيات ناطقة) أن إقرار حاكمية العدل الإلهي هو سيد السبل لحفظ الحياة الطيبة الكريمة للفرد والمجتمع الإنساني.
وإلى آيات ناطقة أخرى نأتيكم في الحلقة المقبلة من هذا البرنامج نستودعكم الله ودمتم في رعاية الله آمنين.