البث المباشر

اولاد الامام علي (ع) في واقعة الطف

الثلاثاء 21 مايو 2019 - 13:58 بتوقيت طهران

فخراً بني هاشم جدتم بنفسكم

عفواً، فكانت لدين الله قربانا

أغليتم في شراء العزّ حين غدا

غالي نفوسكم للعزّ أثمانا

أرخصتموها لدين المصطفى فغلت

قدراً، وما تركت للجهد إمكانا

تركتم الاهل والاولاد عن شغفٍ

واعتضدتم عنهم حوراً وولدانا

الفخر تاجكم أمسى إذا لبس

الملوك تبراً فوق الرأس تيجانا

السمر والبيض لا هُزّت ولا انتضيت

من بعدكم، لا ولا صاحبن إيمانا

دان الجلال لعلياكم، وغيركم

ما نال شأوكم يوماً ولا دانى

سموتم الناس طراً بالكمال ومن

ساماكم سافلاً قد جاء خزيانا

من جملة أعمال يوم عاشوراء كتب علماؤنا مستفيدين من الروايات الشريفة: قم وسلم على رسول الله، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، والحسن المجتبى وسائر الائمة من ذرية سيد الشهداء، (عليهم السلام)، وعزهم على هذه المصائب العظيمة، بمهجة حرّى، وعين عبرى، وزر بهذه الزيارة: "السلام عليك يا وارث آدم صفوة اله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث ابراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يا وارث علي أمير المؤمنين وليّ الله، السلام عليك يا وارث الحسن الشهيد سبط رسول الله. سلام الله عليك ورحمة الله وبركاته يا ابن سيد العالمين، وعلى المستشهدين معك، سلاماً متصلاً ما اتصل الليل والنهار. السلام على الحسين بن عليّ الشهيد، السلام على عليّ بن الحسين الشهيد، السلام على العباس بن أمير المؤمنين الشهيد، السلام على الشهداء من ولد أمير المؤمنين، السلام على الشهداء من ولد الحسن، السلام على الشهداء من ولد الحسين، السلام على الشهداء من ولد جعفر وعقيل، السلام على كل مستشهد معهم من المؤمنين".
أجل، فبنو هاشم كان لهم في كربلاء حضور شامخ شاخص، وقد استشهدوا جميعاً عدا الامام زين العابدين عليّ بن الحسين (عليه السلام)، حفظه الله تعالى ليكمل به الامامة ونهضة أبيه سيد الشهداء صلوات الله عليه، وعدا الحسن المثنى ابن الامام الحسن المجتبى (عليه السلام)، الذي اصابته ثماني عشرة جراحة وقطعت يده ولم يستشهد يومها.

*******

وحتى هذا الاستثناء كان لحكمة الهية بالغة في حفظ رسالته الى الاجيال اللاحقة، عن بعض ابعاد هذه الحكمة الالهية يحدثنا خطيب المنبر الحسيني سماحة الشيخ باقر الصادقي في الحديث الهاتفي التالي:
المحاور: بنو هاشم كان لهم في كربلاء حضور شامخ شاخص وقد استشهدوا جميعاً عدا الامام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) حفظه الله تعالى ليكمل به الامامة ونهضة ابيه سيد الشهداء صلوات الله عليه، والحسن المثنى بن الامام الحسن المجتبى (عليه السلام) وحتى هذا الاستثناء كان لحكمة الهية بالغة في حفظ رسالته الى الاجيال لاحقاً وعن بعض ابعاد هذه الحكمة الالهية يحدثنا خطير المنبر الحسيني سماحة الشيخ باقر الصادقي؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، روى العلامة المجلسي عليه الرحمة في بحاره الجزء الرابع والاربعين صفحة ۱٦۷ قال كان الحسن المقصود منه المثنى حضر مع عمه الحسين يوم الطف وله من العمر اثنتان وعشرون سنة وقاتل في نصرة عمه الحسين قتالاً شديداً وقتل مجموعة الى ان جرح فوقع جريحاً وبه رمق من الحياة، فلما قتل الحسين (عليه السلام) وأسر الباقون من اهله جاء اسماء بن خارجه فانتزعه من بين الاسارى وقال لا يوصل الى بن خولة ابداً، فقال عمر بن سعد دع لابي حسان ابن اخته، فجاء به الى الكوفة وهو جريح فداواه وبقي عنده ثمانية اشهر او سنة على ما رواه بن قتيدة، ورجع الى المدينة، وكان عمر بن الحسن مع الاسارى كذلك فقال له: يزيد يعني في الاسر اتصارع ابني هذا خالدا؟
فقال له: ما فيَّ قوة للصراع ولكن اعطيني سكيناً واعطه سكيناً فاما الحق بجدي رسول الله وابي علي بن ابي طالب واما ان اقتله فالحقه بجده ابي سفيان وابيه معاوية، فتأمل يزيد وقال شنشنة اعرفها من اخزن، على كل حال هذه فيها اشارة الى بقاء ذرية ونسل الامام الحسن المجتبى من هذين الحسن المثنى وكذلك بالنسبة الى عمر بن الحسن، فشاء الله ان يستمر هذا النسل المبارك الذرية الحسنية من هذين، ان كل ابناء الامام الحسن كلهم قد اشتركوا في يوم عاشوراء مع عمه الحسين في واقعة كربلاء، أي ان ثقل الامام الحسن بكامله كان قد اشترك في يوم عاشوراء لكن شاء الله ان يبقى هذا النسل المبارك الحسني بهذين، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

*******

قد شاركنا مشكوراً فيها سماحة الشيخ باقر الصادقي بحديث هاتفي عن بعض أبعاد الحكمة الالهية في الحيلولة دون استشهاد اثنين من الهاشميين من ولد الحسن والحسين (عليهما السلام) في ملحمة كربلاء وهما زين العابدين بن الحسين عليهما السلام والحسن المثنى بن الحسن المجتبى (سلام الله عليه) ما لكي تحفظ بهما استمرار ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله). اما الباقون من بني هاشم فقد استشهدوا جميعاً، وكان فيهم محمد الأصغر ابن أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما نقل، وقد ذكره: الطبريّ في (تاريخه)، والاصفهاني في (مقاتل الطالبيين) والمسعودي في (مروج الذهب)، والمجلسي في (بحار الانوار) أبوه علم الاسلام وطليعته بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بعلمه وسيفه قام هذا الدين ورست قواعده، أما امه، فقيل: هي أسماء بنت عميس رضوان الله عليها.
ومحمد الاصغر ابن الامام علي، ورد ذكره في كتب المقاتل، أنه رافق أخاه الحسين (عليه السلام) الى كربلاء، ثم لما كان يوم عاشوراء نزل الى ساحة المعركة واشتبك مع جنود عمر بن سعد في قتال مرير قتل فيه عدداً منهم، رماه رجل من تميم، من بني ابان بن دارم، فقتله وجاء برأسه، فمضى شهيداً سعيداً وفيه يقول الامام الحجة المهدي صلوات الله عليه: "السلام على محمد بن أمير المؤمنين، قتيل الأباني الدارميّ لعنه الله وضاعف عليه العذاب الاليم، وصلى الله عليك يا محمد، وعلى اهل بيتك الصابرين".
والشهيد الآخر في ساحة الطف من كربلاء، من بني هاشم، من اولاد علي امير المؤمنين (عليه السلام) وعليهم، هو أبو بكر وقد اشتملت زيارة الناحية المقدسة لشهداء كربلاء على سبعة عشر رجلا ً من بني هاشم عدا الامام الحسين (عليه السلام)، وقد تثبت الشيخ المفيد في كتابه (الارشاد) على هذا العدد قائلاً: والحسن بن علي ثامن عشر. كما يؤكد ذلك الخوارزمي الحنفيّ في كتابه (مقتل الحسين). وعلى وجه التحديد، يذكر المؤرخون أسماء ستة شهداء من أولاد أمير المؤمنين (عليه السلام) في طف كربلاء، الامام الحسين (سلام الله عليه) سابعهم، وهم: العباس وإخوته: عبد الله وجعفر وعثمان، أمهم أم البنين. ومحمد الأصغر، وأمه أسماء بنت عميس. وأبو بكر، وأمه ليلى الدارميّة. ذكرهم الاصفهاني أبو الفرج في (مقاتل الطالبيين) ثم قال: هؤلاء ولد عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، الذين قتلوا مع الحسين، وهم سواه. ويؤكد هذا سليمان بن قتة حيث يرثيهم قائلاً:

ستة كلهم لصلب علـي

قد أصيبوا، وسبعة لعقيل

نعم، ذاك ابو بكر ابن علي سيد الوصيين، وأبي الائمة الميامين، وقائد الغرّ المحجلين، رئيس الفضائل وينبوعها، وسابق مضمارها ـ كما عبر ابن ابي الحديد عنه في مقدمة شرحه لنهج البلاغة أما أمّ هذا الشهيد، فهي ليلى بنت مسعود بن خالد اما ابو بكر هذا فاسمه عبد الله، أو عبيد الله كما يرى الخوارزمي في (مقتل الحسين)، والشيخ المفيد في (الارشاد)، والشيخ المجلسي في (بحار الانوار) الذي كتب يقول: ثم تقدم إخوة الحسين (عليه السلام)، عازمين على الشهادة دونه، وأول من خرج منهم: أبو بكر بن علي، واسمه عبيد الله وأمه ليلى التميمية، فتقدم وهو يرتجز قائلاً:

شيخي عليّ ذو الفخار الأطول

من هاشم الصدق الكريم المفضل

هذا حسين بن النبـيّ المرسـل

عنه نحامي بالحسام المصقل

فتقدم الى ساحة القتال، وقاتل قتال الابطال، حتى أصاب من الاعداء العشرات، وهو يصول فيهم ويجول الى أن وقع صريعاً شهيداً بين يدي إمامه وسيده وأخيه الحسين (سلام الله عليه)، روى الاصفهاني عن الامام الباقر (عليه السلام) أنّ رجلاً من همدان قد قتله، وقيل بأنه وجد مقتولاً لا يدرى من قاتله، وقيل: قتله زجر بن بدر النخعيّ، وقيل: عبيد الله بن الغنويّ، كما قيل: إنّ جماعة اشتركوا في قتله، منهم عقبة الغنوي لعنه الله ولعن من اشترك معه.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة