بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا الهادي المختار وآله الأطهار.
- السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله.
- تحية من الله مباركة طيبة ندعوكم بها أيها الإخوة والأخوات لمرافقتنا في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
- حديثنا فيه عن أعظم المساجد بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي، إنه مسجد الكوفة المعظم بيت آدم ونوح وإدريس ومصلى إبراهيم الخليل – عليهم جميعاً سلام الله – تابعونا على بركة الله.
- أيها الإخوة والأخوات، ضمن حديثنا عن فضيلة المسجد الحرام والمسجد النبوي نقنل فيه حديثاً عن الإمام علي عليه السلام يصفها مع مسجد الكوفة ومسجد بيت المقدس من قصور الجنة في الدنيا، وقد روي وصف مسجد الكوفة بمثل هذا الوصف في حديث عن الإمام محمد الباقر.
- قال – عليه السلام – كما في كتاب الكافي (مسجد كوفان روضة من رياض الجنة صلى فيه ألف نبي وسبعون نبياً، ميمنته رحمة وميسرته مكرمة).
- ووصف هذا البيت المبارك من بيوت النور بأنه روضة من رياض الجنة يشير إلى نفحات إلهية مباركة ينزلها الله عزوجل على المتعبدين له في هذا المسجد المبارك. ولذلك حرص أنبياء الله عزوجل على التعبد لله فيه سعياً للفوز بهذه النفحات.
- لنتأمل في الحديث الشريف التالي الذي رواه الشيخان الصدوق والطوسي – رضوان الله عليهما – في كتابيهما في الأمالي والشيخ البرقي في كتاب المحاسن وغيرهم مسنداً هارون بن خارجة قال : قال أبو عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : " يا هارون كم بين منزلك وبين المسجد الأعظم " ؟ فقلت : قريب ، قال : " يكون ميلا " ؟ فقلت : لكنه أقرب ، فقال : " فما تشهد الصلاة كلها فيه " ؟ فقلت : لا والله جعلت فداك – ربما شغلت.
- فقال عليه السلام: " أما انى لو كنت بحضرته ما فاتتني فيه صلاة ، ما من ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا عبد صالح ، إلا وقد صلى في مسجد كوفان ، حتى محمد عليه الصلاة والسلام ، ليلة أسري مر به جبرئيل ، فقال : يا محمد هذا مسجدكوفان ، فقال : أستأذن لي حتى أصلي فيه ركعتين ، فاستأذن له ، فهبط به وصلى فيه ركعتين.
- ثم قال الصادق عليه السلام : اما علمت أن عن يمينه روضة من رياض الجنة ، وعن يساره روضة من رياض الجنة ، أما علمت أن الصلاة المكتوبة فيه ، تعدل ألف صلاة في غيره ، والنافلة خمسمائة صلاة ، والجلوس فيه من غير قراءة القرآن عبادة ، ثم قال هكذا بإصبعه فحركها : ما بعد المسجدين ، أفضل من مسجد كوفان " .
- أعزاءنا المستمعين والمستفاد من الروايات التأريخية إضافة الى الأحاديث الشريفة أن مسجد الكوفة هو أقدم بيوت النور التي أمر الله بوضعها لمنافع الناس لا يسبقه في ذلك سوى بيت الله الحرام.
- كما نصت الأحاديث الشريفة على أن هذا المسجد هي من البقاع التي يحب الله عزوجل أن يسسأل من فضله فيها، فمثلاً روى الشيخ المفيد في كتاب الأمالي والسيد ابن طاووس في كتاب مصباح الزائر عن مولانا الإمام جعفر الصادق – عليه السلام – قال:
- من كانت له الى الله حاجة، فليقصد الى مسجد الكوفة وليسبغ وضوءه وليصل في المسجد ركعتين.. فإذا فرغ سأل الله حاجته فإنها تقضى بعون الله.
- ونقل الشيخ المفيد عن الشيخ عبد الرحمان بن إبراهيم وهو من رواة هذا الحديث الشريف قوله: إني فعلت ذلك ودعوت الله أن يوسع عليّ في رزقي، فأنا منذ ذاك محبور بكل نعمة من الله تعالى.
- ثم قال هذا الشيخ الجليل: ثم دعوته عزوجل أن يرزقني الحج فرزقنيه، وعلمته رجلاً كان من أصحابنا مقتراً عليه في رزقه، فرزقه الله تعالى ووسع عليه والحمد لله رب العالمين.
- وهذا مستمعينا الأفاضل من مصاديق كون مسجد الكوفة عظيم البركة كما وصفه جبرئيل الأمين في حديث الإسراء والمعراج.
- أجل، فقد روي في كتاب الكبير مسنداً عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا بن مسعود لما أسري بي إلى السماء الدنيا، أراني مسجد كوفان، فقلت: يا جبرئيل ما هذا؟ فقال: هذا مسجد كثير الخير عظيم البركة إختاره الله لأهله وهو يشفع لهم يوم القيامة.
- وبهذا نصل إلى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (بيوت النور) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- تقبل الله منكم جميل المتابعة ودمتم في أمان الله.