بسم الله وله خالص الحمد والثناء والصلاة والسلام على حبيبنا محمد المصطفى سيد الأنبياء وآله مصابيح الهدى الأوصياء.
- سلام من الله عليكم مستمعينا الأعزاء.
- تحية من الله ملؤها الرحمة والبركات نهديها لكم أيها الإخوة والأخوات ونحن نلتقيكم بفضل الله في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
- مسجد صاحب الزمان الحجة المهدي أرواحنا فداه هو – مستمعينا الأفاضل – من شامخات بيوت النور التي أذن الله أن ترفع.
- وهو شقيق مسجد السهلة القريب من مسجد الكوفة المعظم، يشاركه في كونه من مقامات إمام العصر – عجل الله فرجه – وفي حرص المؤمنين على زيارته ليالي الأربعاء خاصة والتعبد فيه لله تبارك وتعالى.
- هذا المسجد المبارك يقع على مقربة من المشهد المقدس لأخت الرضا عليه السلام السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليه في مدينة قم المقدسة؛ كما تحدثنا عن ذلك مفصلاً في الحلقة السابقة من هذا البرنامج.
- ويقع بين هذا المسجد المبارك وحرم كريمة أهل البيت السيدة فاطمة المعصومة، الموضع المبارك المعروف ببيت النور.
- وبيت النور هو الموضع الذي كانت تتعبد فيه هذه السيدة الطاهرة في الأيام السبعة عشر التي قضتها في مدينة قم قبل وفاتها وهي في طريق هجرتها الى طوس للقاء إمام زمانها الإمام علي الرضا عليه السلام.
- وهذا ما نتناوله – أيها الأطائب – بشيء من التفصيل في لقاء اليوم فتابعونا على بركة الله.
- مستمعينا الأفاضل، قال العلامة المتتبع الشيخ الزاهد عباس القمي في كتابه سفينة البحار: والمحراب الذي كانت فاطمة المعصومة تصلي فيه موجود الى الآن في دار موسى بن الخزرج.
- مستمعينا الأفاضل، والعبارة التي نقلها الشيخ عباس القمي رضوان الله عليه موجودة بنصها في كتاب تأريخ قم للشيخ الفاضل الحسن بن محمد القمي في كتابه المعتمد (تاريخ قم).
- وصاحب تأريخ قم هو من أعلام علماء مدرسة الثقلين في القرن الهجري الرابع ومن معاصري الشيخ الصدوق – رضوان الله عليهما – وهذا يعني أن العلماء والصلحاء والمؤمنين كانوا يتعاهدون زيارة هذا الموضع الشريف منذ ذلك الوقت لما رأوه من بركات التعبد لله عزوجل فيه.
- ويلاحظ في نص رواية الشيخ حسن بن محمد القمي أن هذه العبارة وردت على لسان مشائخ قم وهذا الوصف يراد منه كبار علماء قم التي كانت يومذاك من أهم حواضر الحوزات العلمية لعلماء مدرسة الثقلين.
- وكل ذلك يفيد المزيد من التوثيق لإتخاذ محل تعبد السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها بيتاً من بيوت النور الإلهي التي أذن الله أن ترفع.
- كما يشير ذلك الى البركات المعنوية التي يحصل عليها المتعبدون لله عزوجل في هذا الموضع ببركة الأنفاس القدسية لهذه البضعة المحمدية.
- والى هذا الأمر يشير ما ورد من أن أحد ألقاها سلام الله عليها هو لقب العابدة، وما ورد في تأريخها أن قضت الأيام السبعة عشر الأخيرة من حياتها تتعبد لله في هذا الموضع المبارك.
- ولذلك إتخذه العلماء والصالحون مصلى يستذكرون فيه التوحيد الخالص ويتعطرون بعبير عبادة هذه البضعة المحمدية الزكية وجميل نصرتها للحق وهي التي تحملت مشاق الرحلة الشاقة الى طوس نصرة لإمام زمانها الرضا عليه السلام.
- أيها الإخوة والأخوات، وجاء في رواية الحسن بن محمد القمي التي تضمنت الإشارة الى بيت النور التصريح بزيارة الناس لهذا الموضع المبارك.
- قال – رضوان الله عليه -: أخبرني مشائخ قم عن آبائهم، أنه لما أخرج المأمون الرضا عليه السلام من المدينة الى مرو في سنة مئتين من الهجرة خرجت فاطمة أخته تقصده في سنة إحدى ومئتين فلما وصلت الى ساوة مرضت.
- وجاء في روايات أخرى أن سبب مرضها عليها السلام هو الهجوم الذي شنه على ركبها جلاوزة الطاغية العباسي المأمون بأمره لمنع وصول عائلة الإمام الكاظم عليه السلام الى الرضا، حيث استشهد إخوة المعصومة ومرضت هي سلام الله عليها.
- وجاء في تتمة رواية الشيخ الفاضل الحسن بن محمد القمي: فسألت: كم بينها وبين قم، فقالوا: عشرة فراسخ، فقالت إحملوني إليها، فحملوها الى قم.
- فلما وصل خبرها الى قم إستقبلها أشراف قم وتقدمهم موسى بن الخزرج، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وجرها الى منزله، وكانت في داره سبعة عشرة يوماً ثم توفيت رضي الله عنها.
- وقال الشيخ الصدوق عن الحسن بن أحمد: والمحراب الذي كانت فاطمة رضي الله عنها تصلي فيه موجود الى الآن في دار موسى يزوروه الناس.
- وقد سمي هذا الموضع المبارك ببيت النور في إشارة لما شوهد فيه من أنوار التوحيد الخالص المذكرة بعبادة هذه البضعة المحمدية الزكية.
- وقد بينت حوله فيما بعد مدرسة لطلبة معارف أهل البيت عليهم السلام تبركاً به وقد عرفت هذه المدرسة التي لا تزال قائمة الى اليوم بمدرسة "الست" نسبة الى هذه السيدة الفاطمية الجليلة سلام الله عليها.
- نشكركم مستمعينا الأطائب على طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (بيوت النور)
- قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- دمتم بكل خير ورحمة وبركة وفي أمان الله.