البث المباشر

مسجد صاحب الزمان (عج) في جمكران قم

الثلاثاء 7 مايو 2019 - 13:07 بتوقيت طهران

بسم الله وله منتهى الحمد وخالص الثناء، والصلاة والسلام على حبيبنا محمد المصطفى سيد الأنبياء وآله الأصفياء.
- سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة منه وبركات.
- أطيب التحيات، تحية الإيمان والولاء نستهل بها لقاء اليوم من هذا البرنامج.
- أيها الأفاضل، جاء في حديث مولانا الإمام جعفر الصادق قوله عليه السلام: (قم عش آل محمد، وإن لنا حرماً وهو بلدة قم، وستدفن فيها إمرأة من أولادي تسمى فاطمة، من زارها وجبت له الجنة).
- وفي حرم أهل البيت يقع المشهد المشرف لكريمتهم السيدة فاطمة المعصومة كريمة مولانا الإمام باب الحوائج موسى الكاظم عليه السلام.
- وعلى مقربة من هذا الحرم المقدس يقع في قرية جمكران مسجد خلده الله ضمن بيوت نوره التي أذن أن ترفع ويذكر فيها إسمه.
- إنه مسجد صاحب الزمان الحجة المهدي – أرواحنا فداه – مسجد أسسه إمام العصر عجل الله فرجه على تقوى من الله ورضوان ليكون من منارات البشارة بحتمية تحقق الوعد الإلهي الصادق بملئ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
- وقد إشتملت رواية بناء هذا المسجد المبارك على عديد من آيات الله البينات والهادية الى كرامة هذا المسجد وأنه من المواضع التي يحب الله لعباده أن يتعبدوا فيها له تبارك وتعالى.
- أيها الإخوة والأخوات، يعود تأريخ تأسيس مسجد صاحب الزمان الى ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث وتسعين وثلثمائة للهجرة النبوية المباركة.
- أجل هذا ما صرح به الشيخ الصالح حسن بن مثلة الجمكراني في مطلع الرواية التي رواها عنه الشيخ الصدوق في كتابه "مؤنس الحزين في معرفة الحق واليقين" وقد نقلها عنه كاملة الشيخ الفاضل الحسن بن محمد القمي في كتابه المعتمد "تأريخ قم".
- فقد جاء في مقدمة الرواية قول العبد الصالح الحسن بن مثلة الجمكراني: كنت ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث وتسعين وثلثمائة نائماً في بيتي، فلما مضى نصف من الليل فإذا بجماعة من الناس على باب بيتي فأيقظوني وقالوا: قم وأجب الإمام المهدي صاحب الزمان فإنه يدعوك. فقمت وتعبأت وتهيأت.
- ويستمر هذا العبد الصالح في نقل روايته وما اشتملت عليه من آيات بينات تورث اليقين بأن من إلتقاه هو الإمام المهدي – عجل الله فرجه – قال الحسن بن مثله:
...فقمت الى مفتاح الباب أطلبه فنوديت: الباب مفتوح، فلما جئت الى الباب وجدته مفتوحاً، ورأيت قوماً من الأكابر فسلمت عليهم، فردوا السلام ورحبوا بي وذهبوا بي إلى موضع هو موضع المسجد الآن.
- وتنقل الرواية الآيات البينات التي أشرنا إليها في تفصيلات نختصرها بما يتسع له وقت البرنامج، فقد جاء فيها قول هذا العبد الصالح: رأيت فتىً في زي ابن ثلاثين وبين يديه شيخ وحوله أكثر من ستين رجلاً يصلون في تلك البقعة، وكان ذلك الشيخ هو الخضر عليه السلام ودعاني الإمام عليه السلام بإسمي.
- وجاء في تتمة هذه الرواية – مستمعينا الأفاضل – أن مولانا الإمام المهدي – أرواحنا فداه – هو الذي حدد بيده الشريفة الموضع الذي يبنى فيه هذا المسجد، وكان تحديد موضعه بسلاسل وأوتاد حفظها فيما السيد أبوالحسن الرضا – رضوان الله عليه – وكان من أجلاء السادة في قم وقد رأى آية بينة من الإمام المهدي جعلته يؤازر العبد الصالح الحسن بن مثلة في بناء المسجد.
- وقد بقيت تلك السلاسل والأوتاد في منزل السيد ابوالحسن الرضا زمناً طويلاً يستشفي بها أهل قم فيشفيهم الله عزوجل في دلالة أخرى تهديهم للإيمان بوليه المهدي مؤسس هذا المسجد المبارك.
- ويتضح من هذه الرواية الشريفة أن الإمام المهدي عليه السلام قد رتب بنفسه بناء هذا المسجد من خلال دلائل وحجج أظهرها لمن شارك في بنائه؛ وجهز بها العبد الصالح الحسن بن مثلة وهو يأمره بالذهاب إليهم ويبلغ رسائله.
- كما بيّن عليه السلام كيفية التعبد لله عزوجل في هذا المسجد من خلال صلاة يتجلى فيه التوحيد الخالص بأسمى صوره؛ قال عليه السلام للحسن بن مثلة:
(قل للناس، ليرغبوا الى هذا الموضع ويعزروه ويصلوا فيه أربع ركعات، ركعتين للتحلية وركعتي صلاة صاحب الزمان، يكرر في قراءة الفاتحة في كل ركعة آية "إياك نعبد وإياك نستعين" مئة مرة)
وبعد أن ذكر عليه السلام كيفية هذه الركعات الأربع وتعقيباتها قال: فمن صلاها فكأنما صلى في البيت العتيق.
وقد جرت سنة العلماء والصلحاء وعموم المؤمنين منذ القرن الهجري الرابع على زيارة هذا المسجد المبارك والتعبد لله عزوجل بإقامة هذه الصلاة والتوسل الى الله عزوجل ببقيته خاتم الأوصياء المحمديين المهدي المنتظر عجل الله فرجه.
- فصار هذا المسجد المبارك كمسجد السهلة المبارك في الكوفة من بيوت النور التي تقوي إرتباط المؤمنين بإمام زمانهم وتقوي روح الإنتظار والتمهيد لظهوره عجل الله فرجه.
- ويشهد هذا البيت المبارك من بيوت النور الإلهي، ظهور مستمر لكرامات إستجابة الله عزوجل لدعاء المتوسلين إليه بوليه المهدي – أرواحنا فداه – وكثير من هذه الكرامات قد وثقها العلماء وصنفوا فيها كتباً عديدة ضمت شهادات الأطباء المؤيدة لما كان منها حالات شفاء لأمراض مستعصية عافى الله أصحابها ببركة التوسل إليه بصاحب الزمان إمام العصر عليه السلام.
- وبهذا نصل مستمعينا الأفاضل الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (بيوت النور)
- قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- تقبل الله جميل الإصغاء والمتابعة ودمتم في رعاية سالمين والحمد لله رب العالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة