بسم الله وله الحمد وخالص الثناء إذ جعلنا من أهل المودة والإتباع والولاء لسيد الأنبياء محمد وآله الأصفياء صلوات الله عليهم كل صبح ومساء.
- السلام عليكم مستمعينا الأعزاء.
- تحية من الله مفعمة بالرحمة والبركات نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج.
- نعيش في هذا اللقاء في رحاب بيت آخر من بيوت النور التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.
- إنه بيت مبارك خلده الله عزوجل لعباده ليكون ذكرى بإحدى آياته البينات هي آية رد الشمس لوليه الإمام المرتضى ووصي حبيبه النبي المصطفى صلى الله عليه وآله.
- إنه المسجد المعروف بمسجد رد الشمس أو مسجد الشمس في منطقة الصاعدية في مدينة الحلة العراقية العريقة. تابعونا على بركة الله.
- مستمعينا الأفاضل، ذكر هذا المسجد المبارك العلامة المجلسي في الجزء التاسع والتسعين من موسوعة بحار الأنوار وقال عن إستحباب إعماره بالصلاة:
- ذكر بعض الأصحاب أنه يستحب الصلاة في مسجد الشمس خارج الحلة، وهو المسجد الذي رد الله تبارك وتعالى الشمس على أميرالمؤمنين صلوات الله عليه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله، وهو الآن مسجد معمور ومعروف.
- وقال محقق كتاب البحار آية الله المحمودي معلقاً على قول العلامة المجلسي: لا يزال هذا المسجد الشريف الواقع في الحلة على يسار الخارج منها إلى كربلاء، موضعاً مباركاً ومقصداً للزائرين لما وقع فيه من الكرامة المشار إليها.
- أما كرامة الآية الإلهية البينة التي أظهرها الله جلت قدرته في هذا الموضع المبارك فقد رواها العلماء الأعلام في كثير من المصادر المعتبرة.
- أجل، فقد رواها الشيخ الصدوق في كتاب علل الشرائع، والشيخ الصفار في كتاب بصائر الدرجات، وابن شاذان في كتابي الروضة والفضائل، ومحمد بن العباس في كتاب كنز الفوائد، والشيخ الطوسي في الأمالي والشيخ المفيد في كتاب الإرشاد، والحافظ السروي في كتاب المناقب والمؤرخ نصر بن مزاحم في كتاب وقعة صفين وغيرهم كثيرون.
- فأخبارها مستفيضة ننقل لكم مستمعينا الأعزاء تفصيلاتها بعد قليل فابقوا معنا مشكورين.
- أيها الإخوة والأخوات، رويت روايات هذه الآية الإلهية البينة عن الإمام الحسين بن علي – عليهما السلام – وكذلك عن أبي رافع كاتب أميرالمؤمنين وجويرية بن مسهر وغيرهم.
- وجاء فيها أن أميرالمؤمنين عليه السلام عبر بجيشه جسر الصراة على الفرات وهو عائد من صفين، فكان ذلك ببقعة من أرض بابل وقد حلت صلاة العصر.
- قال جويرية بن مسهر، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: هذه الأرض معذبة نزل عليها العذاب مرتين، لا ينبغي لنبي ولا وصي نبي أن يصلي فيها، فمن أراد منكم أن يصلي فيها فليصل.
- قال اين مسهر: فتفرق الناس يمنة ويسرة يصلون، فقلت أنا: والله لأقلدن هذا الرجل صلاتي اليوم، فلا أصلي حتى أصلي، فسرنا وجعلت الشمس تسفل وجعل يدخلني من ذلك أمر عظيم حتى غربت الشمس وقطعنا الأرض المعذبة.
- مستمعينا الأفاضل، ونبقى مع ابن مسهر وهو يتابع روايته قائلاً: فلما خرجنا من الأرض المعذبة، قال لي أميرالمؤمنين عليه السلام: يا جويرية أذن لصلاة العصر، فقلت: يا أميرالمؤمنين تقول أذن وقد غابت الشمس؟! فقال: إذن، فأذنت.
- قال جويرية بن مسهر: ثم قال لي عليه السلام: يا جويرية أقم للصلاة، فشرعت بتلاوة بالإقامة، فلما قلت: قد قامت الصلاة، رأيت شفتيه يتحركان وسمعت كلاماً.. فأرتفعت الشمس حتى صارت في مثل وقتها لأول صلاة العصر.
- وتابع ابن مسهر روايته قائلاً: فصلى أميرالمؤمنين وصليت معه، فلما فرغنا من الصلاة هوت الشمس الى محل غروبها واشتبكت النجوم، فقلت أنا: أشهد أنك وصي رسول الله حقاً، فقال: يا جويرية أما سمعت الله عزوجل يقول "فسبح باسم ربك العظيم" فقلت: بلى، فقال: فإني سألت الله باسمه العظيم أن يرد الشمس علي للصلاة فردها.
- وقال الحافظ السروي الحلبي في روايته في المناقب: وأكثر الناس التهليل والتسبيح والتكبير، ثم قال: ومسجد الشمس بالصاعدية من أرض بابل، شائع وذائع.
- نشير هنا الى أن جويرية بن مسهر كان في شك من ولاية أميرالمؤمنين عليه السلام قريباً من رأي الخوارج، فكانت هذه الآية سبباً لهدايته وتيقنه وإيمانه بولاية أميرالمؤمنين عليه السلام.
- وبهذا نصل مستمعينا الأكارم الى ختام حلقة أخرى من برنامج (بيوت النور).
- قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- شكراً لكم وفي أمان الله.