بسم الله والحمد لله منير القلوب بمودة مشارق نوره المبين محمد المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
- السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله.
- تحية من الله مباركة طيبة نستهل بها لقاءنا بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
- نعيش دقائق في هذا اللقاء في رحاب الروايات التي روتها المصادر المعتبرة عن أحد شوامخ بيوت النور التي خلدها الله لعباده لكي يتقربوا إليه بإعمارها واستذكار ما فيها من آياته البينات.
- إنه مسجد براثا الرقيب من مرقد الإمامين الكاظمين الجوادين عليهما السلام في بغداد العراق.. تابعونا على بركة الله.
- نبدأ – أيها الإخوة والأخوات – بالرواية المعتبرة التالية التي رواها الشيخ الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه، قال – رضوان الله عليه -:
- أما مسجد براثا ببغداد فصلى فيه أمير المؤمنين عليه السلام لما رجع من قتال أهل النهروان. وروي عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال : " صلى بنا علي عليه السلام ببراثا بعد رجوعه من قتال الشراة – أي الخوارج - ونحن زهاء مائة ألف رجل ، فنزل نصراني من صومعته فقال : من عميد هذا الجيش ؟
- قال جابر: فقلنا هذا ، وأشرنا الى أميرالمؤمنين عليهم السلام، فأقبل إليه فسلم عليه فقال : يا سيدي أنت نبي ؟ فقال علي عليه السلام: لا ، النبي سيدي قد مات ، قال : فأنت وصي نبي ؟ قال النصراني الراهب: نعم ، ثم قال عليه السلام له : اجلس كيف سألت عن هذا ؟
- قال : أنا بنيت هذه الصومعة من أجل هذا الموضع وهو براثا، وقرأت في الكتب المنزلة أنه لا يصلي في هذا الموضع بهذا الجمع إلا نبي أو وصي نبي وقد جئت أسلم.
- قال جابر رضي الله عنه: فأسلم وخرج معنا إلى الكوفة ، فقال له علي عليه السلام : فمن صلى ههنا ؟ قال : صلى عيسى بن مريم عليه السلام وأمه فقال له علي عليه السلام : أفأخبرك من صلى ههنا ؟ قال : نعم ، قال : الخليل عليه السلام " .
- ونقرأ – أيها الأفاضل – في كتاب المناقب للحافظ أبوجعفر الحلبي السروي المازندراني روايات عدة خلدت للمؤمنين عدة من الآيات البينات التي أظهرها على يد وليه الإمام علي المرتضى في هذا البيت المبارك من بيوت النور.
- جاء في الرواية الأولى قول الحارث الهمداني: لما رجعنا مع أميرالمؤمنين علي عليه السلام من وقعة الخوارج، نزل يمنى أرض السواد – أي العراق – عند صومعة راهب.
- فقال له الراهب: لا ينزل ها هنا إلا وصي نبي يقاتل في سبيل الله، فقال علي عليه السلام: فأنا سيد الأوصياء ووصي سيد الأنبياء.
- قال الراهب: فأنت إذن وصي محمد، خذ علي الإسلام، فإني وجدت في الإنجيل نعتك وأنك تنزل براثا بيت مريم وأرض عيسى.
- فقال أميرالمؤمنين: إجلس يا حباب، فقال الراهب: وهذه دلالة أخرى: أي أن افمام علي عليه السلام عرف إسمه قبل أن يخبره.
- ثم قال عليه السلام: إنزل يا حباب من هذه الصومعة وابن هذا الدير مسجداً؛ وبنى حباب الدير مسجداً ولحق بأميرالمؤمنين عليه السلام الى الكوفة فلم يزل بها مقيماً الى أن أن قتل أميرالمؤمنين فعاد حباب الى مسجده ببراثا.
- وجاء في رواية ثانية نقلها صاحب المناقب أن الراهب قال لأميرالمؤمنين عليه السلام: قرأت أنه يصلي في هذا الموضع "إيليا" وصي "البارقليطا" محمد نبي الأميين الخاتم لمن سبقه من أنبياء الله فمن أدركه فليتبع النور الذي جاء به.
- مستمعينا الأكارم وجاء في رواية ثالثة نقلها صاحب المناقب أن أميرالمؤمنين سأل راهب براثا: من أين شربك؟ فأجاب: من دجلة، فقال – عليه السلام – ولمَ لمْ تحفرهنا عيناً تشرب منها؟ فقال: قد حفرتها وخرجت مالحة، فقال عليه السلام: فاحتفر الآن بئراً أخرى.
- فاحتفر الراهب وسرعان ما خرج ماؤها عذباً ببركة أميرالمؤمنين عليه السلام ولا زالت هذه البئر المباركة قائمة فياضة بمائها الى العصر الحاضر يتبرك المؤمنون بالشرب منها ويستذكرون آيات الله البينات في بيوت النور.
- وجاء في رواية رابعة أن أميرالمؤمنين عليه السلام أمر أن يحفر موضع في المسجد فحفروا، فإذا صخرة بيضاء فقال – عليه السلام - : على هذه الصخرة وضعت مريم روح الله عيسى من عاتقها؛ وصلت ها هنا، فنصب أميرالمؤمنين الصخرة وصلى عندها.
- مستمعينا الأفاضل، ولا زالت هذه الصخرة المباركة محفوظة في مسجد براثا كآية بينة أخرى من آيات الله البينات التي خلدها الله مناراً للإيمان والولاء.
- نشكركم مستمعينا الأطائب على طيب إستماعكم لحلقة اليوم من برنامج (بيوت النور).
- قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- دمتم في رعاية الله سالمين والحمد لله رب العالمين.