بسم الله والحمد لله الذي هدانا لموالاة وإتباع صفوته الرحماء سيدنا المصطفى محمد، سيد الأنبياء وآله الأوصياء عليه وعليهم صلوات الله وتحياته عليه وعليهم كل صبح ومساء.
- السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله.
- تحية من الله مباركة طيبة نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج، فأهلاً بكم ومرحباً.
- نستنير في هذا اللقاء بطائفة من النصوص بشأن آثار وبركات زيارة مشهد الإمام أميرالمؤمنين ومثواه عليه السلام في النجف الأشرف.
- نبدأ بما رواه السيد ابن طاووس في مصباح الزائر وغيره من العلماء في شأن زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام المعروفة بزيارة أمين الله، فقد ورد فيها عن الإمام محمد الباقر عليه السلام أنه خرج أبوه الإمام علي السجاد عليه السلام وهو معه من المدينة المنورة على راحلتين لزيارة أميرالمؤمنين – عليه السلام -.
- ولما زار جدهما أميرالمؤمنين – عليه السلام – بزيارة أمين الله المعروفة وصليا صلاة الزيارة عاد أدراجهما الى المدينة المنورة، فطويا هذه المسافة الطويلة بين المدينة والنجف ذهاباً وإياباً، لهدف واحد هو: زيارة الإمام علي – عليه السلام –
- وروي في كتاب فرحة الغري وغيره مسنداً عن الإمام الصادق عليه السلام قال: إن إلى جانب كوفان قبراً ما أتاه مكروب قط، فصلى عنه ركعتين أو رابع ركعات إلا نفس الله عنه كربته وقضى حاجته.. ذاك قبر أميرالمؤمنين عليه السلام.
- وروي عن الإمام الصادق – عليه السلام – أنه قال في فضيلة زيارة أميرالمؤمنين قال:...إن زائره تفتح له أبواب السماء عند دعوته فلا تكن عن الخير نواما.
- ويكفي في عظمة فضيلة زيارة سيد الأوصياء أن فيها زيارة أشرف الكائنات الحبيب المصطفى سيد الأنبياء، وهذا ما بشرنا به الصادق الأمين – صلى الله عليه وآله – كما ورد الحديث المروي في كتاب المزار الكبير عن إسحاق بن عمار قال:
- سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول : أتى أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لرسول الله صلى الله عليه وآله : إن منزلي ناء عن منزلك وإني أشتاقك وأشتاق إلى زيارتك وأقدم فلا أجدك وأجد علي بن أبي طالب عليه السلام فيؤنسني بحديثه ومواعظه وأرجع وأنا متأسف على رؤيتك.
- فقال صلى الله عليه وآلهمن زار عليا فقد زارني ، ومن أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، أبلغ قومك هذا عني ، ومن أتاه زائرا فقد أتاني ، وأنا المجازي له يوم القيامة وجبرئيل وصالح المؤمنين .
- أيها الإخوة والأخوات، من الثابت تأريخياً أن الإمام علي – عليه السلام – أمر بأن يخفى قبره الشريف لعلمه بعزم بني أمية على نبشه والتمثيل بجده الطاهر بعد إستحواذهم على حكم المسلمين.
- ولذلك بقي هذا البيت المقدس مخفياً سنين طويلة يزوره الأئمة عليهم السلام وخواص شيعتهم في كتمان شديد، الى أن أذن الله عزوجل بإظهاره في كرامة دلت الخلق عليه فانتقلت زيارته الى العلن.
- وهذه الكرامة مشهورة رواها العلماء الإثبات فمثلاً تحدث الشيخ الديلمي رضوان الله عليه في كتابه القيم إرشاد القلوب عن براهين ودلالات هذا البيت المبارك من بيوت النور، ثم قال:
- ومنها ما حصل عنده من الاسرار والآيات وظهور المعجزات كقيام الزُمّن ورد بصر الأعمى وغيرها ومنها ما روي عن عبد الله بن حازم قال :
- خرجنا يوما مع الرشيد من الكوفة فصرنا إلى ناحية الغريين فرأينا ظباء فأرسلنا عليها الصقور والكلاب فجاولتها ساعة ثم لجأت الظباء إلى أكمة فتراجعت الصقور والكلاب عنها فتعجب الرشيد من ذلك.
- وتابع الراوي حديثه قائلاً: ثم إن الظباء هبطت من الأكمة فسقطت الطيور والكلاب عليها فرجعت الظباء إلى الأكمة فتراجعت الصقور والكلاب عنها مرة ثانية ، ثم فعلت ذلك مرة أخرى فقال الرشيد :
- اركضوا إلى الكوفة فأتوني بأكبرها سنا فأتي بشيخ من بني أسد فقال الرشيد : أخبرني ما هذه الأكمة ؟ فقال : حدثني أبي عن آبائه أنهم كانوا يقولون : إن هذه الأكمة قبر علي بن أبي طالب عليه السلام جعله الله حرما لا يأوي إليه شئ إلا آمن.
- قال الراوي: فنزل هارون ودعا بماء وتوضأ وصلى عند الأكمة وجعل يدعو ويبكي ويتمرغ عليها بوجهه وأمر أن يبنى قبة بأربعة أبواب فبني
- وقال الشيخ الديلمي وبقي هذا البناء إلى أيام السلطان عضد الدولة الدولة رحمه الله فجاء فأقام في ذلك الطريق قريبا من سنة هو وعساكره فبعث فأتى بالصناع والاستادية من الأطراف وخرب تلك العمارة وصرف أموالا كثيرة جزيلة وعمر عمارة جليلة حسنة وهي العمارة التي كانت قبل عمارة اليوم.
- وبهذا نصل مستمعينا الأكارم الى ختام حلقة اليوم من برنامج (بيوت النور) إستمعتم لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- تقبل الله أعمالكم ودمتم في رعاية الله سالمين وآمنين والحمد لله رب العالمين.