البث المباشر

الولاء وتطهير بيت الرحمن من الأوثان

الثلاثاء 7 مايو 2019 - 10:55 بتوقيت طهران

بسم الله وله الحمد والثناء منير البصائر والقلوب بأنوار محبة صفوته النجباء محمد المصطفى سيد الأنبياء وآله الرحماء صلوات الله عليه وعليهم كل صبح ومساء.
- السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته.
- أطيب التحيات نهديها لكم ونحن نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج فأهلاً بكم ومرحباً.
- أيها الأفاضل، إتفقت كلمة المسلمين على أن الصلاة في المسجد الحرام هو الأعظم ثواباً من الصلاة في أي من المساجد المعظمة والمشاهد المشرفة.
- وقد تواترت الأحاديث الشريفة مصرحة بأن ثواب الصلاة في المسجد الحرام يعدل ثواب ألف صلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وثواب الصلاة في مسجد النبي يعدل ثواب ألف صلاة في غيره من المساجد.
- وقد روي في كتاب الكافي أن رجلاً سأل الإمام الكاظم عليه السلام هل أن صلاة الرجل جماعة في منزله بمكة أفضل، أو صلاته فرادى وحده في المسجد الحرام، فأجاب – عليه السلام - : صلاته وحده في المسجد الحرام أفضل.
- ومن أسرار عظمة ثواب الصلاة في المسجد الحرام، أن هذا البيت المعظم من بيوت النور قد شهد إظهار الله عزوجل لكثير من الكرامات الهادية الى معرفة الولاية الحقة التي بها قبول الأعمال كما هدتنا لذلك كثير من الأحاديث الشريفة.
- مستمعينا الأفاضل، وقد لاحظنا في حلقات سابقة أن عدة من الآيات البينات التي يضمها بيت الله المعظم، لها إرتباط مباشر بهداية الأمة الى ولاية الإمام علي أميرالمؤمنين وسائر أئمة العترة المحمدية الطاهرة – عليهم السلام -.
- كما أن وقائع تطهير النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – للكعبة المعظمة من رجس الأصنام والأوثان كان على يدي وصيه علي المرتضى، وقد نقلنا رواياتها في حلقات سابقة، وفيها إشارة لطيفة الى أن الوصي المرتضى مثلما طهر بيت الله المعظم من الأصنام الظاهرية، فإن موالاته وسيلة تطهير القلب وهو بيت الرحمان من أشكال الأصنام والأوثان الباطنية الخفية.
- وهذا ما تدلنا عليه بكل وضوح الرواية التالية التي رواها علماء أهل السنة بأسانيدهم عن أبي هريرة قال :
- قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم فتح مكة لعلي ( عليه السلام ) : أما ترى هذا الصنم يا علي على الكعبة ؟ قال علي : بلى يا رسول الله ، قال : فأحملك تتناوله ، قال علي : بل أنا أحملك يا رسول الله ، فقال : لو أن ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا مني بضعة وأنا حي ما قدروا ، ولكن قف يا علي.
- قال أبو هريرة: فضرب رسول الله يديه إلى ساقي علي ( عليه السلام ) فوق القربوس ثم اقتلعه من الأرض بيده فرفعه حتى تبين بياض إبطيه ، ثم قال له : ما ترى يا علي ؟ قال : أرى أن الله عز وجل قد شرفني بك حتى لو أردت أن أمس السماء بيدي لمسستها ، فقال له : تناول الصنم يا علي ، فتناوله علي ( عليه السلام ) فرمى به ، ثم خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من تحت علي وترك رجليه فسقط على الأرض ، فضحك ، فقال له : ما أضحكك يا علي ؟ فقال : سقطت من أعلى الكعبة فما أصابني شئ ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كيف يصيبك وإنما حملك محمد وأنزلك جبرئيل.
- وقد خلّد كثير من شعراء الإسلام هذه المعجزة الإلهية في إشعارهم منه إمام المذهب الشافعي محمد بن إدريس حيث أنشأ في ذلك كما نقل ذلك الحافظ القندوزي في كتاب "ينابيع القربى" أبياتاً نسبها آخرون لحسان بن ثابت، ولعل الشافعي كان يرددها فنسبت إليه وهي وقوله:
-

قيل لي قل في عليٍّ مدحاً

ذكره يخمد ناراً مؤصده

قلت لا أقدم في مدح امرئ

ضل ذو اللب إلى أن عبده

والنبي المصطفى قال لنا

ليلة المعراج لما صعده

وضع الله بظهري يده

فأحسَّ القلب أن قد برده

وعلي واضع أقدامه

في محل وضع الله يده


- أيها الإخوة والأخوات؛ إن مما يحصل عليه المؤمن من إستذكار الآيات البينات التي أظهرها الله جلت قدرته في بيته المعظم هو ترسيخ الإيمان بنصرة الله لأوليائه وهذا ما يعزز روح الإستقواء بالله في المؤمن فلا يخشى أحداً إلا الله.
- وهذا ما يحصل له المؤمن من زيارة سائر بيوت النور التي تحتضنها مكة المكرمة، ولذلك فقد نص الفقهاء على إستحباب زيارتها لعظيم آثارها في ترسيخ قيم الدعوة المحمدية في القلوب، وكذلك روح نصرتها.
- ولعل من أهم المشاهد المعظمة في مكة المكرمة بعد بيتها الحرام هو المشهد المنور لسيدة أمهات المؤمنين مولاتنا الطاهرة خديجة الكبرى وكافل رسول الله – صلى الله عليه وآله – الولي الإبراهيمي الحنيف السيد أبي طالب وكذلك أبيه عبدالمطلب سلام الله عليهم أجمعين.
- وهذا المشهد المبارك يقع في مقبرة المعلى على سفح الجبل، وهو يشع بنور النصرة والمؤازرة للنبي الأعظم ونور الدفاع عنه – صلى الله عليه وآله – فهو يضم قبري خديجة الطاهرة وأبي طالب وهما – سلام الله عليهما – اللذان جسدا أسمى آيات الإخلاص في الدفاع عن الإسلام المحمدي النقي حتى عدا ركنا قيامه الثالث والرابع الى جانبي خلق محمد وجهاد علي عليهما وآلهما السلام.
- ورغم أن الوهابيين قد هدموا بجهالتهم القبة البيضاء التي كانت تضلل هذا المشهد المبارك إلا أن أنوار النصرة لله ولرسوله – صلى الله عليه وآله – ما زالت تتشعشع منه يحكيها قول أحد أدباء الولاء عن هذا المشهد المبارك:
-

قمران حفا بالحبيب الأحمد

بكرامة الله المنير الأوحد

ذي زوجة السلوى وأمالفرقد

ذا عمه الحامي وغوث المنجد

أم البتول سكينة للمصطفى

كنز عطاياه التي لم تنفد

ووثيق ركن والد للمرتضى

كهف كفيل ناصر ذو سؤدد

فخديجة الكبرى وزيرة أحمد

وأبو علي ذا يحف بأحمد


- تقبل الله منكم أيها الأطائب طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (بيوت النور) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- شكراً لكم وفي أمان الله

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة