بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على حبيب اله العالمين محمد الأمين واله الابرار الميامين أهلاً بكم – ايها الاعزاء – في برنامجكم هذا راجين أن تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
قال أميرالمؤمنين علي عليه السلام: "أفضل الزهد اخفاء الزهد".
مستمعينا الأعزاء الزهد يعني: الرضا باليسير مما تيقن الفرد حله، وترك الزائد على ذلك لله تعالى.
وهنا في هذه الكلمة القصيرة البليغة ينبهنا الامام عليه السلام الى انه ينبغي للمسلم العاقل أن يتكتم في عمل الخير وعدم الاخبار به ليضاعف له الاجر ويروى أن رجلاً تقياً صام عشرين سنة كاملة لم يعلم به أحد حتى أهله.
"وقال سيد الوصيين علي عليه السلام:"اذا كنت في ادبار والموت في اقبال فما أسرع الملتقى".
مستمعينا الاعزاء، أدبر: أي ذهب وولى. الامام عليه السلام في هذه الحكمة النورانية يشير بوضوح وبصورة بديعة الى ان الانسان ومنذ اللحظة الاولى من حياته يكون قد استدبر الدنيا وأنفاسه خطاه الى اجله (والموت في اقبال) فما أسرع الملتقى به والمراد: الاستعداد له بالتوبة والعمل الصالح فليس بيننا وبينه الا انقطاع النفس. قال شاعر حكيم:
تزود من التقوى فانك لاتدري
اذا جن ليل هل تعيش الى الفجر
فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكاً
وقد نسجت أكفانه وهو لايدري
وكم من عروس زينوها لزوجها
وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم
وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبر
وكم من صحيح مات من غير علةٍ
وكم من مريض عاش حيناً من الدهر
وقبل الوداع – أيها الاعزاء – ننور قلوبنا مرة اخرى بالاستماع الى حكمتي الامام علي عليه السلام اللتين وردتا في البرنامج حيث قال في الاولي: أفضل الزهد، اخفاء الزهد.
وقال عليه السلام في الثانية: "اذا كنت في ادبار والموت في اقبال فما اسرع الملتقى".
ختاماً – أيها الاحبة الكرام – نشكركم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء وحتى اللقاء القادم نستودعكم الله والسلام عليكم.