بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد الأمين وآله الآبرارالميامين، وأهلاً بكم – أيها الأعزاء - في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيدا.
قال أميرالمؤمنين عليٌ لابنه الحسن عليه السلام: "يا بنيّ احفظ عني أربعاً وأربعاً، لا يضرّك ما عملت معهنّ: إنّ أغنى الغنى ألعقل، وأكبر الفقر الحمق، وأوحش الوحشة العجب، وأكرم الحسب حسن الخلق".
مستمعينا الأعزاء:
الغنى مطلب النفوس ومعشوق أكثر الناس، وهنا يجعل الامام عليه السلام العقل أعظم غنى حصّل عليه الانسان، والفقر مبغوض من الجميع، ممقوت عند الكل، والامام (ع) يجعل الحمق – وهو قلة العقل - ذروة الفقر، والمراد: من رزق العقل فقد أحرز الغنى كله وإن كان في أمس الحاجة، والأحمق أفقر الناس وإن ملك الدنيا. "وأوحش الوحشة العجب"، الوحشة من الناس: الإنقطاع وبعد القلوب عن المودةّ. والعجب: هوالكبر وا لزهوّ، والمراد: انّ المعجب بنفسه ممقوت تتباعد عنه الناس. (وأكرم الحسب) حسن الخلق والحسب: هو مايعدّه المرء من مناقب وشرف آبائه. وذلك بأن تلين جناحك وتطيب كلامك، وتلقى أخاك ببشر، والمراد: إنّ الخلق الحسن ينتفع به المسلم في دنياه وآخرته أفضل ممّا ينتفع بالحسب.
مستمعينا الأكارم: وأمّا المسائل الأربع المهمة الأخرى التي ذكرها أميرالمؤمنين عليه السلام في كلامه النوراني لابنه الحسن عليه السلام فهي قوله: "يا بنيّ إيّاك ومصادقة الأحمق فانه يريد أن ينفعك فيضرّك، وإيّاك ومصادقة البخيل فانه يبعد عنك أحوج ما تكون إليه، وإيّاك ومصادقة الفاجر فانه يبيعك بالتافه، وإيّاك و مصادقة الكذاب فانه كالسّراب: يقرّب عليك البعيد، ويبعد عنك القريب". مستمعينا الأفاضل: إنها نصائح عظيمة لكل العقلاء في اختيار الأصدقاء فينبغي الابتعاد عن الحمقى والبخلاء والفجّار [فالفاجر يبيعك بالتافه: أي الخسيس الحقير القليل، وأمّا الكذّاب- والعياذ بالله تعالى من الكذب- فانه كالسراب: وهو ما يرى في شدة الحر (يقرب عليك البعيد، ويبعد عنك القريب): أي يعطيك صورة معاكسة للأشياء، فلا يدعك تأخذ الحيطة لما يلزم، ويفوّت عليك المنافع.
ايها الأحبة الكرام: وقبل الوداع ننور قلوبنا بالاستماع مرة أخرى لكلام الامام عليه السلام الذي ورد في بداية البرنامج حيث قال لابنه الحسن (عليهما السلام): يا بني احفظ عني أربعاً وأربعاً لا يضرّك ما عملت معهنّ: إن أغنى الغنى العقل، وأكبر الفقر الحمق، وأوحش الوحشة العجب، وأكرم الحسب حسن الخلق" نسأله تعالى أن يطهر قلوبنا من العجب والرّياء والنفاق ويرزقنا حسن الخلق إنه سميع مجيب، وشكراً لكم أيها الاعزاء على حسن المتابعة وجميل الإصغاء والسلام عليكم.