بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي محمد المصطفي واله الطيبين الطاهرين. أهلاً بكم – أيها الاعزاء – في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
مستمعينا الاعزاء: كان خباب بن الارت رضي الله عنه من أجلاء الصحابة وأهل السبق منهم ومن المعذبين في الاسلام، ومن خواص الامام علي عليه السلام والمنقطعين اليه، وقد قال الامام عليه السلام في ذكره: "يرحم الله خباب بن الارت، فلقد أسلم راغباً وهاجر طائعاً، وقنع بالكفاف، ورضي عن الله وعاش مجاهداً"…
مستمعينا الاعزاء: لايسعنا الا ان نقول هنيئاً لهذا العبد الصالح الذي حصل علي تلك الشهادة العظيمة من امام زمانه عليه السلام وهذا توفيق عظيم من رب العالمين. وأما قوله عليه السلام أسلم راغباً، أي راغباً في بركات الاسلام الدنيوية والاخروية وهاجر طائعا، أي مختاراً دون أن تكون عليه فرضا من الله تعالي، والمراد: لم يكن مخاطباً بالهجرة لتشدد قريش في مقاومة المهاجرين (وقنع بالكفاف) الذي لايفضل عن الشئ ويكون بقدر الحاجة. (ورضي عن الله): أي لم يسخط مما قسم له من رزق، وغيره، وهي منزلة عظيمة لايقوي عليها الا الأماثل من الاولياء (وعاش مجاهداً) أعداء الله ويمكن أن يكون المراد أيضاً: مجاهدا لنفسه، وهو أعظم الجهاد وأفضله.
وقال أميرالمؤمنين وسيد الوصيين عليه السلام أيضاً: "سيئة تسوءك خير عند الله من حسنة تعجبك".
مستمعينا الاكارم: (سيئة تسوءك) ذنب ندمت عليه واستغفرت منه. قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: ان العبد ليذنب الذنب فيدخل به الجنة. قيل: كيف ذلك يارسول الله؟ قال يكون نصب عينيه لايزال يستغفر منه ويندم عليه فيدخله الله به الجنة. وأما قوله عليه السلام: "خير عند الله من حسنة تعجبك"، فهي الطاعة التي دخلك منها العجب وهذا تحذير واضح وبديع من العجب وجميع ما يفسد العبادة والعمل. نسأله تعالي أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم انه سميع مجيب. وقبل الوداع ننور قلوبنا بالاستماع مرة اخري لحديثي امامنا علي عليه السلام اللذين وردا في البرنامج. والاول قوله عليه السلام: "يرحم الله خباب بن الارت، فلقد أسلم راغباً وهاجر طائعاً وقنع بالكفاف ورضي عن الله وعاش مجاهداً".
والثاني قوله عليه السلام: "سيئة تسوءك خير من حسنة تعجبك".
ختاماً ايها الاحبة الكرام – نشكركم علي حسن المتابعة وجميل الاصغاء وحتي اللقاء المقبل نستودعكم الله والسلام عليكم.