بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على حبيب إله العالمين محمد الأمين وآله الأبرار الميامين وأهلاً بكم – أيها الأكارم – في برنامجكم هذا راجين أن تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيدا.
قال أميرالمؤمنين عليٌ عليه السلام: "القناعة مالٌ لا ينفد".
مستمعينا الأعزاء: القناعة، هي الرضا باليسير. ولا ينفد، أي لا يفنى ولا يذهب، والمراد من كلام الامام عليه السلام: إنّ الإنفاق منها لا ينقطع، وكلما تعذّرعلى الإنسان شئ من أمور الدنيا قنع بما دونه ورضي، فيحصل على سعادة لا نظير لها لم يحصل عليها أهل الأموال، وقد ورد في الكتب المعتبرة ما مضمونه أنّ أحداً سأل الإمام المعصوم عليه السلام عن تفسير قوله تعالى: "فلنحيينّه حياةً طيّبة". (النحل الاية السابعة والتسعون) ما الحياة الطيبّة؟ فقال عليه السلام: القناعة.
وقال أخو رسول الله عليٌّ (صلوات الله عليهما): "من حذّرك كمن بشّرك". مستمعينا الأكارم، حذّره: أي خوّفه.
قال تعالى: "وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ" والمراد من كلامه عليه السلام، من خوّفك عاقبة أمر ٍكمن بشّرك بنيل مسرّة.
وهذه- أيها الأحبّة- من صفات الصديق المخلص تجاه صديقه قال حكيم: "نصحك من أسخطك بالحق، وغشّك من أرضاك بالباطل".
وقال عليٌ عليه السلام في كلمةٍ نورانيةٍ بليغةٍ حول اللسان وأهميته: "اللّسان سبعٌ إن خلٌي عنه عقر" ورد في كتب اللغة: عقر البعير عقراً: أي قطع إحدى قوائمه ليسقط ويتمكّن من ذبحه. والمراد من كلامه عليه السلام: انّ على الإنسان العاقل أن يراقب ويحذر من لسانه عند الكلام ويختصر ويقلل ليأمن الخطأ.
قال الشاعر:
إحذر لسانك أيّها الإنسان
لا يلدغنّك إنّه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه
كانت تهاب لقائه الفرسان
وقبل الختام- أيها الأعزاء- ننور قلوبنا بالإستماع مرة أخرى للحكم الثلاث الرائعة التي وردت في البرنامج حيث قال أميرالمؤمنين عليه السلام: "القناعة مال لا ينفد". وقال عليه السلام أيضاً: "من حذرك كمن بشرك".
وقال عليه السلام كذلك: "اللسان سبع إن خلي عنه عقر".
نسأله تعالى أن يجعلنا من عباده الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه إنه سميع مجيب. ونشكركم -أيها الأعزاء- على حسن المتابعة والسلام عليكم.