البث المباشر

انجذاب الفتاه البريطانية الكسندرا والمفكر الالماني (ويرنر الفريد)

الثلاثاء 30 إبريل 2019 - 15:40 بتوقيت طهران

السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته...
أطيب تحية نحييكم بها في لقاء اليوم من قصص الذين هداهم الله إلى دينه الحق وأذاقهم لطف رحمته في قيمه السامية.
معكم في هذا اللقاء وقصتين قصيرتين من بريطانيا وألمانيا، الأولى قصة (ألكسندرا) إبنة السيدة لورين بوث شقيقة زوجة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق (توني بلير) والثانية قصة المفكر الألماني (ويرنر ألفريد)، وفي كليهما أنفع العبر؛ تابعونا على بركة الله.
نبدأ أعزاءنا بقصة (الكسندرا) التي أعلنت إسلامها في شهر رمضان سنة ۱٤۳۳ للهجرة وهي بنت إثني عشر عاماً بعد سنتين من إعتناق أمها للإسلام.
وكنا قد إستعرضنا في حلقتين سابقتين من هذا البرنامج قصة إعتناق والدتها السيدة (لورين بوث) الصحافية والكاتبة البريطانية الشهيرة وشقيقة زوجة رئيس الحكومة البريطانية الأسبق (توني بلير)، وكانت السيدة (لورين بوث) قد أعلنت إعتناقها الإسلام وهي تزور بدموع الشوق حرم السيدة الطاهرة فاطمة المعصومة بنت الإمام الكاظم – عليهما السلام – في مدينة قم المقدسة، وجاء إعتناقها للإسلام بعد رحلة بحث وتحقيق تحدثت عنها في مقال كتبته بقلمها ونشرته في الصحافة البريطانية.
وكان للتغيرات الطيبة التي رأتها الفتاة (الكساندرا) على سلوك والدتها بعد إسلامها عظيم الأثر في إنجذابها للإسلام، كما تحدثت عن ذلك في مقابلة نشرت على شبكة الإنترنت، قالت في بعض مقاطعها ما ترجمته مع إعادة صياغته:
(كنت أصلي مع والدتي، فقد شاهدت فيها أن الإسلام جعلها أكثر هدوء وسكينة، الأمر الذي إنعكس عليها في الراحة النفسية والهدوء، لقد كانت والدتي تصطحبني للقاءات وندوات فبدأت أتعرف على كثير من الحقائق العلمية التي كانت معروفة لدى المسلمين الأوائل.. تعلمت حب الله والخوف منه، فشكل النطق بشهادة الإسلام حالة سحرية لدي شعرت معها بالإرتياح والإطمئنان وأتذكر أنني أخذت نفساً عميقاً وأنا أنطق بهذه الشهادة، لقد شعرت أنني أحلق بها إلى الأعلى فصرخت: لقد فعلتها.. نعم لقد فعلتها.. لقد غير الإسلام حياتي إذ منحني المزيد من الإحترام والتواضع، فأنا أشعر باحترام ذاتي والثقة بها أكثر وأنا أرتدي الحجاب.. أشعر أنني محظوظة للغاية بعد أن إنتقلت إلى المدرسة الثانوية فقد عاملتني إدارة المدرسة والطلبة باحترام وشعرت بترحيب كبير عندما خصصوا لي في المدرسة غرفة لأداء الصلاة.
إن ما حدث هو إرادة الله، أنا لم ألتق بخالتي زوجة بلير بعد إسلامي غير أن أقارب والدي تصرفوا في الأسابيع الأولى التي تلت إعتناقي الإسلام بشكل غريب، فقد كانوا يحدقون النظر إلي باستغراب لكنهم عادوا فيما بعد للتعامل معي بشكل طبيعي).
مستمعينا الأكارم، ومن قصة إعتناق الفتاة البريطانية (ألكسندرا) إبنة السيدة (لورين بوث) ننقلكم لقصة إعتناق مفكر ألماني شهير للإسلام إنه السيد (ويرنر ألفريد) وقد ولد سنة ۱۳۲۲ للهجرة في ألمانيا من أبوين مسيحيين رومانيين ودرس بضع سنين في المدارس الأكاديمية، ثم توجه إلى الدراسات الخاصة.. إعتنق الدين الإسلامي بمعية زوجته سنة ۱۳٤۸ للهجرة بعد أن أمضى أكثر من خمسة أعوام في البحث حول الأديان وهو من مؤسسي الجمعية الإسلامية الألمانية في برلين التي تأسست عام ۱۳٤۸ هــ، ثم تلقى على عاتقه مهمة رئاسة جمعية (خاتم الأنبياء) ثم ترأس الجمعية الإسلامية في (هامبورغ) وكان يؤم صلاة الجماعة فيها ممثلاً للعلامة آية الله السيد هبة الدين الشهرستاني – رضوان الله عليه – وقد نشرت خلاصة قصة إسلامه على موقع (مركز الأبحاث العقائدية) وجاء فيها قوله عن بدايات رحلته للدين الحق: (نتيجة تراكم التجارب التي تلقيتها خلال حياتي، نشأت في سريرتي مجموعة من المنبهات أثارت مشاعري، وكانت ثمرتها أنني بدأت أعيش حالة اليقظة والوعي والبصيرة، ثم بدأت بعد ذلك أمعن النظر في ما يدور حولي وما أتلقاه من أفكار ومفاهيم، فلهذا إندفعت لغربلة خزين أفكاري وتنقية ذهني من المفاهيم الخاطئة والعقائد الضالة، فبقيت أكثر من خمسة أعوام متوجهاً إلى الدراسة والتنقيب حتى اطلعت على جملة من الأديان، ثم بدأت أشعر بالتدريج أنني أبتعد عن الديانة المسيحية، وكان سبب ذلك أنني حينما كنت منتمياً للمذهب الكاثوليكي كان لا يسمح لي العلماء بالمناقشة والسؤال عن القضايا التي يصعب علينا فهمها، وكان يفرض علينا أن نؤمن بها وكفى، فلهذا بدأت أنفر من المسيحية لأنها بدأت تتجلى أمام أنظاري بثوب الجمود والتخلف).
ولكن ما الذي جذب هذا المفكر الألماني للإسلام؟ وما الذي دعاه لكي يختار لحياته منهج مدرسة الثقلين القرآن وأهل البيت عليهم السلام؟
هذا ما يجيبنا عنه في تتمة حديثه حيث قال ما ترجمته:
(قد سبق لي الإطلاع على ديانات مختلفة، غير أنني لم أستطع أن أجد فيها عظمة القرآن ولم أجد حكمة واسعة كحكمة القرآن المقدس. أما إعتناقي لمذهب الشيعة فهو لصفاء ونقاء تراثه من تدخل بعض الأيادي التي حاولت تشويه الإسلام وصياغة مبادئه وفق ما يحقق لها مصالحها ومآربها الدنيوية، كما دفعني حديث الثقلين إلى التمسك بأهل البيت (عليهم السلام) إضافة إلى تمسكي بالقرآن الكريم).
ويضيف (ويرنر ألفريد) خاتماً حديثه بتساؤل ذي مغزى كبير حيث قال:
(يا ترى هل من المعقول أن يسمح أحد لنفسه ترك عترة آل النبي (صلى الله عليه وآله) وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال للإمام علي (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: [إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية] أنت يا علي وشيعتك.. وفي رواية أخرى زاد (صلى الله عليه وآله): الفائزون يوم القيامة. 
فيا ترى من هو الذي يشعر أنه في غنى عن شفاعة عترة الرسول – صلى الله عليه وآله – يوم القيامة؟ فأما أنا فأطمع أن أكون أحد الذين ينالون شربة من ماء حوض الكوثر من يد علي بن أبي طالب – عليه السلام – في عرصات يوم القيامة).
وبهذه الكلمات المؤثرة للمفكر الألماني (ويرنر ألفريد) نختم حلقة اليوم من برنامج (أسلمت لله) شاكرين لكم أيها الأكارم كرم المتابعة ولكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات ودمتم بألف خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة